الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

الدين . . والتدين . . والفرق بينهما بقلم ا.د/حسن عبد العال – كلية التربية جامعة طنطا

ثمة فارق بين الدين والتدين يغيب عن عقول كثير من الناس ، فالدين باختصار شديد يتشكل عبر معتقدات ثابتة مثالية لها طابع نهائى لا مراجعة فيه ، وأن كانت – كما يقول الدكتور أحمد زايد قابلة للفهم المتجدد والتأويل المتجدد أيضا .
إن الدين حقيقة مطلقة قادمة من خارج الاجتماع البشرى ، ومن ثم غير قابل للتغير ( التعدد او التطور ) . بينما التدين يشير إلى الطريقة التى يفهم بها الناس هذه المعتقدات . فالإنسان هو الذات التى تتلقى الدين وتمارسه ، أى الذات التى تتدين . ان الدين يتضمن ماهو مطلق ثابت (الله – الأخلاق الكلية ) ، لكن التدين هو – كما يراه عبد الجواد ياسين – هو ناتج التفاعل بين الدين أى الحقائق المطلقة والبشر ، وهذا التفاعل يتم على مستويين الفردى والجماعى، الذات لها تصورها المتفرد للمطلق الدينى ، وعلى المستوى الجماعى يتلون فهم الناس للدين والمضمون النصى له بإكراهات الواقع الاجتماعى .
ولبيان معنى التدين وحقيقته بين ياسين أن الفهم الناجم عن ملامسة النص الحامل لمضمون المطلق الدينى ، ينبصم ببصمة الذات مرتين : عند إدراكه (تلقيه داخل الذات ) ولدى التعبير عنه
(تعديه خارج الذات ) إذ لا يكون “الشىء فى ذاته ” بعد دخوله إلى الذات وخروجه منها هو الشىء ذاته ، بل هو الشىء من منظور الذات المدركة . وهذا الدور الايجابى للذات لا يعنى إنكار وجود الشىء فى ذاته ، بل فقط تلوينه .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك