الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

الدكرورى يكتب عن : عرفجة بن هرثمة ” الجزء الثالث “

Spread the love

إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع الصحابى عرفجة بن هرثمة، وقد قال الذهبى أنه بُعث عرفجة إلى ساحل فارس، فقطع السفن، وافتتح جزيرة بأرض فارس واتخذ بها مسجدا، وقال البلاذرى فى كتابه فتوح البلدان أنه كان العلاء بن الحضرمى وهو عامل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على البحرين وجه عرفجة بن هرثمة، البارقي من الأزد، ففتح جزيرة في البحر مما يلى فارس، ففتح عرفجة تلك الجزيرة وبنى فيها مسجدا، وكانت هذه الغزوة أول غزوة عربية تصل قلب فارس ممثلة في أسياف فارس وهي التى تسمى الآن منطقة بوشهر، وقال ياقوت الحموى أما فتح فارس فكان بدؤه أن العلاء الحضرمى عامل أبي بكر الصديق ثم عامل عمر بن الخطاب على البحرين، وقد وجّه عرفجة بن هرثمة البارقى في البحر فعبره إلى أرض فارس ففتح جزيرة مما يلى فارس، فأنكر عمر بن الخطاب ذلك لأنه لم يستأذنه، وقد رابط عرفجة بن هرثمة في الجزيرة التي فتحها، ثم أمر عمر بن الخطاب بإمداده إلى عتبة بن غزوان، وكان فتح عرفجة لتلك الجزيرة.
فى شهر صفر فى السنة الرابعة عشر من الهجرة تقريبا، وقال البلاذرى ثم كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء أن يمد به عتبة، ففعل وكان ذلك عندما بعث عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان إلى البصرة في شهر ربيع الثانى فى السنة الرابعة عشر من الهجرة وقال ابن كثير بأنه كتب عمر إلى عتبة بن غزوان حين وجهه إلى البصرة، قد كتبت إلى العلاء بن الحضرمي يمدك بعرفجة بن هرثمة، فإذا قدم عليك فاستشره وقربه، وقد سجل التاريخ عرفجة بن هرثمة كأول قائد مسلم يغزو بالسفن والمراكب في التاريخ العربي، وقد قال محمود شيت خطاب، أنه يذكر التاريخ لعرفجة أنه أول قائد عربى فى الإسلام ركب البحر وجرَّأَ العرب على ركوبه، وقال بامطرف بأن عرفجة بن هرثمة أول أمير بحر في الإسلام، وقال سيد حسين العفانى بأن عرفجة بن هرثمة هو بطل الأزد، أمير البحر الأول في الإسلام، من أعظم القادة بلاء وإحسانا، وكان عرفجة البارقى مرابطا فى الجزيرة الفارسية التى افتتحها حينما أَتى كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أمير ولاية البحرين.
العلاء الحضرمى بأن يتوجه عرفجة إلى البصرة مددا لعتبة بن غزوان لما بعثه عمر أميرا لأول قوة عربية إسلامية إلى منطقة البصرة في شهر ربيع الثانى فى السنة الرابعة عشر من الهجرة على الأرجح، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب آنذاك قولا يدل على المكانة الجهادية القيادية لعرفجة وتقدير عمر بن الخطاب إياه تقديرا عاليا، فقد ذكر ابن حجر العسقلاني في ترجمة عرفجة بكتابه الإصابة في تمييز الصحابة أنه أوصى عمر عُتبة بن غزوان، فقال فيها “وقد أَمرت العلاء بن الحضرمى أن يمدَّك بعرفجة ابن هرثمة، فإنه ذو مجاهدة ونكاية في العدو” وروى الطبرى بسنده عن عبد الملك بن عمير قال ” إن عمر، قال لعتبة بن غزوان، إذ وجهه إلى البصرة “قد كتبت إلى العلاء بن الحضرمى أن يمدك بعرفجة بن هرثمة، وهو ذو مجاهدة العدو ومكايدته، فإذا قدم عليك فاستشره وقربه” وقال ابن خلدون “بعث عمر عتبة بن غزوان واليا على تلك الناحية ويقصد البصرة، وكتب إلى العلاء بن الحضرمي أن يمدّه بعرفجة بن هرثمة” وقال ابن الجوزى.
قال عمر لعتبة إنى أريد أن أوجهك إلى أرض الهند، وكانت البصرة تدعى أرض الهند، لتمنع أهلها أن يمدوا اخوان فارس، فنزلها فى ربيع الأول سنة أربع عشرة من الهجرة فكتب إليه عمر اجمع الناس موضعا واحدا وقد كتبت إلى العلاء بن الحضرمى أن يمدك بعرفجة بن هرثمة، وهو ذو مكايدة للعدو، فإذا قدم عليك فاستشره” وقال البلاذرى أنه أمد عمر عتبة بهرثمة بن عرفجة البارقى، وكان بالبحرين، فغزا عتبة بن غزوان الأبلة ففتحها عنوة، فسار عتبة بن غزوان من المدينة المنورة إلى البصرة في زهاء خمسمائة من الفرسان ونفر من الصحابة، وكان نزول عتبة البصرة فى ربيع سنة أربع عشرة للهجرة، وكان العلاء بن الحضرمى قد بعث إلى عرفجة بن هرثمة وأخبره بكتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فعاد عرفجة من الجزيرة إلى البحرين، وانطلق منها إلى البصرة في زهاء سبعمائة من فرسان الأزد، فوصل إلى عتبة بمنطقة البصرة، وسارا معا ولم تكن يومئذ مدينة البصرة وإنما كانت هناك مدينة الأبلة وكانت مرفأ السفن من الهند والصين.
وكان بها جيش من الفرس الأساورة، ولم يكد عتبة بن غزوان وعرفجة ينزلا البصرة بمن معهم حتى بدأ الصدام مع أهل تلك المنطقة، فحين نزولهم أقبل عليه صاحب الفرات في أربعة الآف مقاتل، وقال ابن كثير إن عمر بعث عتبة بن غزوان إلى أرض البصرة في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، وسار إليه من الأعراب ما كمل معه خمسمائة، فنزلها في ربيع الأول سنة أربع عشرة، فركب إليهم صاحب الفرات في أربعة آلاف أسوار، فالتقاه عتبة بعدما زالت الشمس، وأمر أصحابه فحملوا عليهم فقتلوا الفرس عن آخرهم، وأسروا صاحب الفرات، وبعد نزول عتبة البصرة بثلاثة أشهر، خرج إليه أهل الأبلة، وكان بها خمسمائة من الأساورة وهى اسم قبيلة يحمونها، وقال ابن الأثير فخرج إليه أهل الأبلة، وكان بها خمسمائة أسوار يحمونها، فقاتلهم عتبة فهزمهم حتى دخلوا المدينة، ورجع عتبة إلى عسكره، وألقى الله الرعب في قلوب الفرس وظنوا أن مددا للمسلمين قد أقبل فخرجوا عن المدينة وحملوا ما خف وعبروا الماء وأخلوا المدينة ودخلها المسلمون.
وكان فتحها في رجب أو في شعبان، وتم بنائها لتكون معسكرا مؤقتا، ولم تتحول لتكون معسكرا ثابتا ثم مدينة إلا في أواخر السنة السادسة عشر من الهجرة وشهد عرفجة مع عتبة فتح دستميسان، حيث قال ابن خلدون في قول الطبرى أنه جمع أهل دستميسان لقتال المسلمين فلقيهم عتبة فهزمهم وأخذ مرزبانها أسيرا، وقال ياقوت الحموى في كتابه معجم البلدان، أنه ولاها ويقصد البصرة عتبة بن غزوان، وقال له عمر بن الخطاب بإن الحيرة قد فتحت فأت أنت ناحية البصرة وأشغل من هناك من أهل فارس والأهواز وميسان عن إمداد إخوانهم، وأمد عمر بن الخطاب عتبة بعرفجة، وكان بالبحرين فشهد بعض هذه الحروب ثم سار إلى الموصل، والحروب أو الفتوح التي قصدها الحموى في الفترة ما بين فتح البصرة والموصل، كانت القادسية والمدائن، وقد كان عتبة بن غزوان قد بعث من البصرة كبار القادة بالجنود إلى القادسية، وقال خليفة بن خياط فأقاموا قدر شهر، وكتب سعد إلى عمر يستمده، فأمدهم أهل البصرة بألف وخمس مائة، فيما ذكر المدائنى.
من طريق حميد بن هلال أن خالد بن عمير العدوى حدثه قال لما كان أيام القادسية، كتب إلينا أهل الكوفة يستمدوننا، فأمدهم أهل البصرة بألف وخمسمائة راكب، كنت فيهم، فقدمنا على سعد بالقادسية وهو مريض، وسار مدد معسكر البصرة إلى القادسية عليهم المغيرة بن شعبة في ألف وخمسمائة وقيل ثمانمائة، منهم سبعمائة وقيل أربعمائة فارس من أزد بارق عليهم عرفجة بن هرثمة، وقال أبو الربيع الإندلسى فانتهى سعد رحمه الله، إلى كل ما أمره به عمر بن الخطاب رضى الله عنه، من تهيئة الناس أسباعا أو أعشارا، وقدم عليهم المغيرة في ثمانى مائة، ويقال في ألف وخمسمائة، والمسلمون في ضيق، وقال البلاذرى الذى أمدَّ سعدا بالمغيرة عتبة بن غزوان، ثم انطلق عتبة بن غزوان بنفسه وشهد القادسية، وكانت موقعة القادسية فى السنة الخامسة عشر من الهجرة وقد اختلف في أى شهر كانت، وعلى الأرجح في شهر شعبان ولقد كان لعرفجة وفرسان الأزد بقيادته إسهاما وافرا وجهادا عظيما فى موقعة القادسية.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك