السبت - الموافق 30 مارس 2024م

الحياة و الحياة الدنيا بقلم :- سميرة عبد المنعم

 

ذكر لفظ الحياة فى القرآن الكريم فى كثير من الآيات،و لكنه لم يقصد به حياتنا،لأنها ليست هى التى تستحق أن يطلق عليها حياة،بل هى الآخرة،يقول تعالى:(ان الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون)،أما حياتنا فلم تذكر فى القرآن بلفظ الحياة فقط بل الحياة الدنيا،يقول تعالى:(و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)،(زين للذين كفروا الحياة الدنيا)،(تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة)،(قالوا شهدنا على أنفسنا و غرتهم الحياة الدنيا)،(و ما الحياة الدنيا فى الآخرة إلا متاع)،(أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة)،و غيرها من الآيات،و عندما نتأمل اسمها (الحياة الدنيا) نكتشف حقيقتها،فهى دنية المنزلة،فانية تنقضى بالموت،يقول تعالى:(كل نفس ذائقة الموت)،و هناك حياة آخرى هى الباقية الخالدة لا موت فيها،يقول تعالى:(لا يذوقون فيها الموت)،و هذة هى التى تستحق ان تسمى حياة.
إن كل لذة فى الدنيا ستنتهى،أما المستمر فهو ما سنجده فى الآخرة(ما عندكم ينفد و ما عند الله باق).
إن قمة نعم الدنيا وردت فى قوله تعالى:(المال و البنون زينة الحياة الدنيا)،أما عن الآخرة،ففى الحديث القدسى،عن أبى هريرة رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :قال الله تعالى:(أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر)،و يقول تعالى:(قل متاع الدنيا قليل و الآخرة خير لمن اتقى).
يوم القيامة،يقول الإنسان الذى قصر فى أعمال الخير و غرته الحياة الدنيا،يقول نادما:(يا ليتنى قدمت لحياتى).
أى ان الحياة الدنيا ليست هى الحياة التى يجب أن نعمل لأجلها و نفتن بها و نحرص عليها أو نطمئن إليها،لأن الأصل فيها عدم الأستقرار،و أذا أدركنا كل ذلك خرج حبها من قلوبنا،و إنتبهنا إلى حياتنا الممتدة التى لا نهاية لها و عملنا لأجلها.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك