الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

الحادث الذى هز مصر ..فتاة العياط ايقونة الشرف – مالها وماعليها – ملف كامل

ما مصير فتاة مصرية قتلت رجلا اتهمته بمحاولة اغتصابها؟

تحولت طالبة الإعدادية أميرة أحمد رزق فجأة إلى “فتاة العياط”، لتنضم بذلك إلى قائمة من شابات مصريات تعرضن لأنواع مختلفة من العنف ضدهن وألصقت بهن ألقاب من قبيل “فتاة المول” و”فتاة التجمع” عند حديث الناس عنهن.

وحسب أقوالها في تحقيقات النيابة، حاول شاب اغتصاب أميرة، ذات الـ 15 عاما، فقاومته، وطعنته 14 مرة حتى فارق الحياة، ثم سلمت نفسها للشرطة.

حبست نيابة الجيزة الفتاة 15 يوما في مركز احتجاز أحداث على ذمة التحقيق بعد أن اُتهمت بالقتل العمد.

تقول جانيت عبد العليم، وهي باحثة في قضايا الجندر، إنه لابد من تعديل التوصيف ليصبح “دفاعا شرعيا عن النفس بدلا من القتل العمد”، إلى جانب إعطاء الأولوية لتقديم الدعم النفسي للطفلة بدلا من حبسها.

ويوضح المستشار محمد سمير، الخبير القانوني، أن توفر حالات الدفاع عن النفس الشرعي وفقا للقانون يحتاج إلى شرطين هما “اللزوم والتناسب”؛ الأول يعني ألا يكون هناك وسيلة بديلة لمقاومة الاعتداء الواقع، أما الثانية فتعني تناسب رد الفعل مع الخطر المحدق.

ويقول أن هذا الأمر من اختصاص المحكمة “فتوجيه التهمة من قبل النيابة بالقتل العمد ليس معناه إدانتها بهذه التهمة حتى الآن”.

 

“دافعت عن حياتها لا عن شرفها”

لا جديد في ردود الفعل على ما حدث: تعاطف كثيرون مع أميرة باعتبارها طفلة تعرضت لمحاولة اغتصاب، لكن في الوقت ذاته ظهر من حُمّلها مسؤولية ما جرى لها بحجة خروجها مع شباب وقبولها ركوب ميكروباص مع أحدهم دون علم أهلها.

كما تساءل بعضهم “لماذا 14 طعنة؟”.

تقول جانيت عبد العليم في حديث عبر الهاتف لبي بي سي. إنه “طالما أن من ارتكب الجريمة امرأة فمن المتوقع عدم التعاطف معها وإيجاد مبررات لذلك، علما أن أميرة طفلة واقتصّت لنفسها. دافعت عن حياتها لا عن شرفها”.

وتعطي مثالا عن القضايا التي يكون قاتل الفتاة أحد شباب العائلة فيما يعرف مجتمعيا بـ “جرائم الشرف”، والتي تقول إنها غالبا ما يعتم عليها ويقال إن الفتاة انتحرت مثلا.

تجلت هذه الازدواجية مؤخرا أثناء كأس أمم أفريقيا المنعقدة في مصر، حيث دوت قضية لاعب كرة القدم المصري عمرو وردة الذي اتهم بالتحرش بامرأة فاستبعد من صفوف المنتخب لتتم إعادته بسرعة ليلعب مع فريقه.

لوحظ حينها حالة تعاطف واسعة من قبل مجموعات مختلفة من المصريين رجالا ونساءً مع لاعب الكرة الذي ظهر في الملعب وهللت له جماهير المشجعين، حتى أن بعضهم حمل صوره. وأوجد مصريون تبريرات عدة له، وتناقلوا إهانات وإساءات كثيرة للشابة المصرية، ميرهان، التي فضحته.

 

يعلق المستشار سمير بأن “العقلية الذكورية تظهر في الجرائم وفقا لنوع الجاني والمجني عليه”، ويقول: “يدخل عنصر الجندر في تحديد موقف المجتمع”.

ويضيف: “وجدنا حالة من التعاطف مع اللاعب الشهير لأنه ذكر، ولأن لاعب كرة، ولأنه شهير. أما التعاطف فلا نراه إن تبدلت الأدوار”.

كما يذكر أنه في قضايا العنف ضد المرأة “لا يلحق العار بالجاني، بل بالمرأة، إلى جانب أسئلة تبدأ بالتوارد مثل: ماذا كانت تفعل؟ ماذا كانت ترتدي؟ ما طبيعة تلك العلاقة”.

كانت بحالة “هستيرية”

والد أميرة ظهر على فضائية تلفزيونية مصرية وقص كيف وصله خبر ما جرى، وبدا “فخورا” بابنته التي “عرفت كيف تدافع عن نفسها”، وهو من الفيوم في صعيد مصر وتعرف هذه المنطقة بأنها “قبلية ومحافظة جدا”.

قال إنه فوجئ باتصال هاتفي من مزارعين رأوا أميرة تركض في الجبل وغارقة بالدم، وعندما ذهب إليها وجدها “في حالة هستيرية”.

تقارير صحفية نقلت تفاصيل تقول بأن الشاب الذي قتل كان صديقا للشاب الذي تحبه أميرة.

كانت أميرة قد قالت في البداية إنها تعرضت لمحاولة اختطاف فدافعت عن نفسها بقتل الخاطف، ثم غيرت روايتها – تجنبا للفضيحة – وقالت إن القتيل كان يحاول اغتصابها وهددها بسكين.

وشرحت في تحقيقات النيابة إن الشاب الذي تحبه وبالتعاون مع صديق له تدبرا أمرا لتلتقي بسائق عرض عليها إيصالها فوافقت، إلا أنه انحرف عن الطريق وأخرج سكينا وهددها بالقتل وحاول الاعتداء عليها، فاصطنعت أنها موافقة، وعندما ترك السكين أخذته هي وطعنته حتى سقط قتيلا.

مثل حوادث العنف هذه بحق المرأة ليست غير معتادة في البلاد العربية؛ فمثلا في السودان ضج البلد بقضية “نورا حسين” التي حكم عليها بالإعدام شنقا بعد إدانتها بقتل زوجها الذي قالت إنها إجبرت على الزواج منه بعمر الـ 16 وكان يجبرها على ممارسة الجنس معه.

وأطلقت حملة كبيرة ضد الحكم، وبعد الاستئناف حصلت على نورا على البراءة من تهمة القتل العمد وخفف الحكم إلى 5 سنوات – وكانت تلك سابقة في تاريخ القضاء السوداني.

لا تبدو جانيت عبد العليم متفائلة بما سيحدث لأميرة.

“لما النيابة تبقى شايفة أن أميرة هي الجاني وليست المجني عليها فكيف سنضمن المنطق الذكوري المسيطر، كما أننا لا نعرف طبيعة تفكير القاضي الذي سينظر في قضيتها”، تقول جانيت.

علما أنه لا وجود إلا لعدد محدود من القاضيات في مصر.

“وجود العنصر النسائي في القضاء مهم.. مهما كان فالرجل قد لايدرك ما تعانيه المرأة”، يقول المستشار محمد وهو مختص بقضايا تتعلق بالعنف ضد المرأة.

ويضيف: “يمكن لقضية أميرة أن تفتح المجال أمام تكوين رأي وعقيدة تبدأ من مرحلة التحقيقات وصولا للمحاكمة الجنائية.. لابد من إعادة النظر في منظومة الإجراءات الجنائية كأن يكون هناك إفراج مشروط عنها تحت مراقبة المحكمة خاصة في حالة الأطفال”.

 

محامية فتاة العياط تروي تفاصيل الواقعة: بـ100راجل ودافعت عن نفسها

 

قالت دينا فؤاد محامية الطفلة المعروفة إعلاميا بفتاة العياط المتهمة بقتل سائق حاول اغتصبها، إنها تعرفت على الجريمة عبر وسائل الإعلام، ثم تواصلت مع والدها لمعرفة التفاصيل، موضحة أن اللغط الذي أثير حول القضية واختلاف الروايات؛ بسبب سرية التحقيقات لحين الانتهاء منها.

وأضافت في لقائها ببرنامج «90 دقيقة»، المذاع عبر فضائية «المحور»، مساء الأربعاء، «القصة التى رواها والد الفتاة نصفها حقيقي، البنت كانت تربطها علاقة عاطفية بأحد الأشخاص يدعى إبراهيم، وذهبت للقائه يوم الجمعة في إحدى الحدائق وفوجئت بوجود شخص آخر معه، وأخذ موبايلها اعتقدت خطأ أنه نوع من أنواع الدعابة وسابت الموبايل معاه، وبعدها اتصلت بيه على تليفونه رد عليها شخص آخر فقلها تعالي خدي التليفون».

وأوضحت أن الفتاة ذهبت للحصول على الهاتف في المكان المحدد، وكان في انتظارها الولدين والسائق وركبوا جميعا الميكروباص المحمل ببعض الركاب، معقبة: «في الطريق الركاب نزلت والولدين، وفضلت مع والسائق لأنه زعم توصيلها، ثم دخل بها إلى منطقة جبلية مهجورة، وبدأ يساومها على ممارسة الرذيلة، في البداية رفضت وبعد تهديده بسكين أوهمته بالموافقه، ثم طعنته بشكل مفاجيء، وحاول مقاومتها ما تسبب في حالة رعب وهلع لها وسددت له عدة طعنات أخرى»، على حد وصفها.

وذكرت أن الطفلة كانت في حالة دفاع شرعي عن النفس، والقضية لا تقتصر على القتل فقط، ولكنها خطف أنثى، ومحاولة اغتصابها ومواقعتها دون رضاها، والاعتداء عليها وترويعها، فضلًا عن حداثة عمر المتهمة، لافتة إلى تطابق جميع الأدلة مع تحريات المباحث، حسبما أفادت.

ولفتت إلى أنا ستتقدم ابطلب تحويل التحقيق مع الطفلة في نيابة الأحداث لصغر سنها، وإخلاء سبيلها لحين الانتهاء من التحقيقات، مضيفة: «في انتظار تقرير الطب الشرعي، لمطابقة أقوالها مع التقرير، وإثبات برائتها، لأنه تم العثور على آثار جلد بشري آخر في يد المجني عليه لم يتطابق معها، لأنه خربشها في وجهها، وده يعني وارد يكون في حد بعد أميرة أو معاها أو قبلها»، على حد قولها.

وتابعت: «الرأي العام ثار بسبب توجيه تهمة القتل العمد لها، ولكنه قانونا قتل عمد دفاع عن النفس، لتوافر عناصر الدفاع عن الشرف والنفس لأنه كان ممكن يقتلها بعد ما يغتصبها، وده واضح من المقاومة لأنه تم العثور على الجثة بعد 15 مترا من مكان الميكروباص، وده اللي خلاها تطعنه بهذا الشكل، والبنت في حالة صدمة وذهول وتحتاج إلى تأهيل نفسي بعد خروجها».

وعن سبب استدراج الطفلة إلى السائق، علقت: «النيابة عثرت على الهاتف في منزل الولد، وفي رأي ممكن يكون بسبب تعاطي المخدرات، أو خلاف بسبب رفض والدها له ما دفعه للانتقام، وهي جدعة وبميت راجل ودافعت عن شرفها ومستمره في دعمها»، لافتة إلى أن السائق القتيل سيء السمعة وله سابقة تحرش، وذويه لا يكترثوا سوى بالميكروباص الذي تحفظت عليه النيابة، حسبما ذكرت.

واستعجلت نيابة العياط برئاسة المستشار عمرو الفقي، اليوم، تحريات المباحث حول واقعة قتل سائق سيارة ميكروباص على يد طفلة بعد محاولته التعدي عليها جنسيا بمنطقة جبلية بدائرة مركز شرطة العياط.

وكانت نيابة العياط بإشراف المستشار شريف توفيق، المحامي العام لنيابات جنوب الجيزة، قررت يوم الاثنين الماضي، حبس فتاة وشابين 4 أيام على ذمة التحقيقات على خلفية قتل الأولى لسائق ميكروباص حاول التعدي عليها جنسيا بمنطقة جبلية بالعياط.

 

عمرو أديب يعلق على واقعة “فتاة العياط”

علق الإعلامي عمرو أديب، على الواقعة المعروفة إعلاميًّا بواقعة “فتاة العياط”، قائلًا: “التكييف الإنساني بيقول إن البنت دي بتدافع عن نفسها”.

وأضاف أديب، خلال تقديمه برنامج “الحكاية”، المذاع عبر فضائية “إم بي سي مصر”، مساء اليوم السبت: “أما التكييف القانوني ففيه وجهة نظر إنها ما بتدافعش عن نفسها؛ لأنها قتلته بـ14 طعنة، والدفاع عن النفس بطعنة أو اتنين”.

وتابع الإعلامي: “من خلال المعلومات، البنت دي ضحية ومحتاجة اللي يقف معاها، والنيابة بعيدًا عن التقارير الصحفية تقدر تصل إلى الحقيقة وكل واحد ياخد حقه، لكن لو بالصورة اللي إحنا شايفنها فهذا دفاع عن الشرف”.

وكانت نيابة العياط بإشراف المستشار شريف توفيق، المحامي العام لنيابات جنوب الجيزة، قررت يوم الإثنين الماضي، حبس فتاة وشابين 4 أيام على ذمة التحقيقات على خلفية قتل الأولى سائق ميكروباص حاول التعدي عليها جنسيًّا في منطقة جبلية بالعياط.

المحامي محمد أبو شقة يكشف مصير “فتاة العياط”.. وهل تواجه الحكم بالإعدام؟

قال الدكتور محمد أبو شقة، المحامي بالنقض وأستاذ القانون الجنائي، إنه تابع قضية فتاة العياط التي قتلت سائقًا للدفاع عن نفسها، حينما أقدم على اغتصابها، وذلك من خلال الأخبار المتداولة على وسائل الإعلام، حيث ذكر في هذا الصدد أن القانون يُبيح ارتكاب شخص من الأشخاص لجريمة من الجرائم في ظروف معينة، خاصة في حق الدفاع الشرعي سواء عن النفس أو المال.

وأضاف “أبو شقة”، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “الحكاية”، مع الإعلامي عمرو أديب، على شاشة “MBC مصر”، أن حق الدفاع الشرعي عن النفس يبيح القتل العمد في 3 حالات، تشمل ما يلي:

الأولى: إذا كان هذا الدفاع الشرعي، جاء بسبب تخوف لحدوث موت أو إصابة بجراح بالغة.

الثانية: إتيان امرأة كرها، أو الرغبة في الاغتصاب أو هتك العرض بالقوة.

الثالثة: وتتعلق بخطف إنسان.

وأشار إلى أنه إذا توافرت إحدى الحالات السابقة، يكون للإنسان المعتدى عليه، أن يدافع عن نفسه، حتى وإن وصل الأمر إلى القتل بالعمد.

وأوضح المحامي بالنقض، أن الحالة الحالية، هي لـ”فتاة قاصر كانت ستتعرض لحالة هتك عرض بالقوة والاغتصاب”، وفي هذه الحالة، يجوز لها قانونًا الدفاع عن نفسها، حتى لو قتلت الشخص الآخر، مشيرا إلى أن خطر الاغتصاب في منطقة نائية، لا يمكن أن نقدر رد فعل الفتاة، أو نشدد عليها أن يكون تصرفها عقلانيا.

وواصل: “مفيش حاجة اسمها طعنته 14 طعنة، يبقى كده قتل عمد، أو هناك نية للقتل، فتوافر نية القتل بعدد الطعنات، أمر يشوب الحكم، وكثرة عدد الطعنات لا يستدل بها على توافر نية القتل ولا تحقق نية الاعتداء، ودي طفلة، ده حتى لو كانت بالغة واتعرضت لحالة اغتصاب، فيجيز لها القانون قتله”.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك