الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

الجنيه الإسترلينى يسقط بقوة وسط مخاوف متزايدة من عدم اليقين السياسى فى بريطانيا

 

سقط الجنيه الإسترلينى بشكل قوى فى العاشر من ديسمبر الجارى ليصل إلى أقل مستوياته فى حوالى 20 شهر، بعد أن سحبت رئيسة الوزراء “تيريزا ماى” تصويتًا برلمانيًا على اتفاقها مع الاتحاد الأوروبى بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى مما أثار مخاوف المستثمرين بشأن تزايد حالة عدم اليقين السياسى فى بريطانيا.

وقالت “ماى” فى ذاك اليوم إنها تنوى تأجيل التصويت المزمع، حيث من المحتمل أن يتم رفض اتفاقها بنسبة كبيرة، وقد أخبر أعضاء فى البرلمان “ماى” أنها واجهت هزيمة مدوية فى التصويت فلجأت إلى الانسحاب عن طريق تأجيله.

وقد أدت هذه الخطوة إلى دفع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى إلى حالة من الاضطراب ووجود خيارات محتملة تتضمن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بشكل غير منظم وفوضوى أو اجراء استفتاء آخر بشأن عضوية الاتحاد الأوروبى أو اعادة التفاوض على اتفاق “ماى” مع بروكسل فى اللحظات الأخيرة.

وقالت “ماى” إنها ستبذل ما فى وسعها لتأمين تأكيدات اضافية من الاتحاد الأوروبى بشأن ما يسمى بترتيب الدعم وهو جزء هام من الصفقة التى يعارضها الكثير من الأعضاء فى حزب المحافظين وأحزاب المعارضة، وأضافت أن أعضاء البرلمان يدعمون الكثير من الصفقة التى أبرمتها مع الاتحاد الأوروبى لكن هناك قلق بشأن دعم ايرلندا الشمالية.

وأعربت “ماى” عن اعتقادها بأنه لا يزال بإمكانها الحصول على الصفقة إذا عالجت مخاوف أعضاء البرلمان، وقالت أن هذا ما تنوى القيام به فى الأيام القليلة المقبلة.

وتأثر الجنيه الإسترلينى بشكل قوى في سوق تداول الفوركس عقب الأنباء عن قيام “ماى” بتأجيل عملية التصويت، كما هبط بقوة أمام اليورو لأدنى مستوياته منذ آب/ أغسطس، وقد خسر مؤشر فايننشال تايمز100 نحو 0.8% على خلفية عمليات بيع واسعة شهدتها البورصة فى لندن مع قلق المستثمرين من عواقب الفوضى السياسة على الشركات البريطانية، وانخفض مؤشر فايننشال تايمز 250المحلى بأكثر من 2%.

وارتفعت السندات الحكومية البريطانية التى تعتبر ملاذًا أمنًا، حيث هبط عائد السندات البريطانية لآجل عشر سنوات 7.5 نقطة أساس ليصل إلى 1.19% وهو الأدنى منذ منتصف شهر آب/ أغسطس.

من المرجح أن تبقى حالة من عدم اليقين مستمرة فى الأيام المقبلة وهذا سيُحمل أعباء وضغوط كبيرة على الجنيه الإسترلينى خاصة فى ظل حالة من الغموض السياسى وعدم الوضوح التى تسيطر على المشهد الحالى بعد تأجيل التصويت على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

لا يزال الخطر الأكبر الذى يهدد الجنيه الإسترلينى وكذلك اليورو هو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى دون التوصل إلى اتفاق، نتوقع أن يواجه الجنيه الإسترلينى أوقات صعبة، مما يجعل كل الخيارات الأخرى متاحة بما فى ذلك انتخابات جديدة أو حتى استفتاء ثان.

يقول رئيس استراتيجية الاستثمار فى ادارة الأصول فى سيدنى “شاين أوليفر” إنها حالة من الفوضى فى عالم من الاضطراب، لقد أصبح البريكسيت نوعًا من الراحة الهزلية كما إنه أشبه بالكوميديا البريطانية، حيث مضى أكثر من عامين منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ومعظم الزعماء فى ذلك الوقت أخذوا يتجادلون فيما بينهم.

السؤال الذى يدور فى أذهان المستثمرين هو توقيت التصويت على الاتفاق؟ فى الواقع لا أحد يعرف، ولكن قالت “ماى” أن الموعد الثابت الوحيد هو قبل 21 كانون الثانى/ يناير، كما هو مرسوم بموجب قانون سحب الاتحاد الأوروبى.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك