الخميس - الموافق 18 أبريل 2024م

الجنية الورقى المصرى بين الماضى والحاضر وماذا سيكون شكله فى المستقبل بقلم : علاء البسيونى

Spread the love

الجنيه المصري 1 الجنيه المصري 2 الجنيه المصري في عهد المللك فاروق الجنيه المصري

إن للجنيه المصرى الورقى حدوتة مصرية تاريخية تناقلتها الاجبال وترويها الاأيام عبر عصور مصر القديمة والحديثة فهو يعبر عن الحقبات التى تلاحقت على مصر منذ القديم فللجنيه المصري قيمة فنية جعلته مميزًا منذ أن طبع الجنيه المصري الأول في ” 1899″ حتى توقفت طباعته في السنوات الأخيرة.

فبغض النظر عن وجهات النظر الإقتصاية والقيمة الشرائية التى يعبر عنها الجنيه الورقى المصرى بالمفارتة بينه وبين العملات الأخرى إلا انه له قيمة فنية وابتكاريه يقدرها اهل الابداع الفنى والتصاميم الأبتكارية الفنية من حيث الشكل ومايعترية من مضمون ومايعبر عنه تصميمه الفنى ومايوحيه اليك شكله ويخبرك عن طبيعة الحقبة التى طهر فيها كل شكل من أشكاله منذ أن تم طبع الجنيه المصري الأول في ” 1899″ .

وترجع القيمة الفنية للجنيه المصري إلى اعتماده بشكل أساسي على الحضارة المصرية في عصورها المختلفة، وتحديدًامن العصر الفرعوني وعصر الدولة الإسلامية، وهو الأمر الذي لم يكن متبعًا عند طبع الجنيه في عهد الملكية.

فقد كان أول تصميم للجنيه المصري، الذي طبع عام ” 1899″ ، يصور جملين فقط ، حتى إنه إشتهر وعرف بهذا الاسم ” الجنيه ذو الجملين ” بين هواة اقتناء العملات القديمة، الذي إعتبره العديد ممن اهتموا بهذا الموضوع بأنه غريبًا على الحضارة المصرية، رغم شكله الجيد؛ حيث يبدو من الغريب أن تحمل عملة دولة كمصر صورة جملين، وهي الدولة الغنية بالموروث الحضارى العظيم، من حيث الحضارة الفرعونية القديمة او الجضارة الإسلامية التى تعاقبت على مصر بعد دخول الاسلام لها على يد الفلتح الإسلامى ” عمرو بن العاص” والتى جلبت العديد من صور ابداعية وفنية من أشكال وزخارف مازالت إلى الأن هى إلهام للعديد من محبى الفن والتصوير وفيها الكثيرالذي يصلح كمادة خصبة لاستلهام مفردات لصنع صورة للعملة تعبر عنن مصر.

ولقد جاء الجنيه الذي طبع في عام ” 1926″ ، الذي يحمل اسم “إدريس أفندي”، بحسب الرويات التى رويت عنه اشد غرابة من سابقه ، حيث حمل صورة رجل أسمر في جلباب أبيض كان مصدر لندهاش شديد لكل من سمع عنه مما جعلهم وانا منهم يبجثون عن أسباب وضع تلك الصور حينذاك.

وبالبحث العسير وجدنا أن هناك روايات كثيرة مختلفة رويت حول سبب وضع صورة “إدريس أفندي” على الجنيه المصري وقتها ، منها ما يرى أنه كان خادمًا لدى ” الأمير فؤاد” ، و الذي صار ملكًا بعد ذلك”، أنه كان تنبأ لسيه الأمير بأنه يسكون ملكًا بعد منام رآه ” الأمير فؤاد “فوعده بوضع صورته على الجنيه إذا تحققت تلك النبوءة، ومنها ما يرى أنه كان مجرد مهرج قرأ له الكف وتنبأ بهذه النبوءة فوعده الوعد نفسه، المهم أنها كلها تسير في ذلك الاتجاه ذاته، رجل بسيط تنبأ لأمير مسرف بأن يكون ملكًا، فتحققت النبوءة، فنفذ وعده له ووضع صورته على الجنيه المصري.

ولكن في عام ” 1930″ فقد تفجرت فى مصر وقتها العديد من الطفرات الفكرية والعلمية وبدأت حركات التنوير الفكرى والثقافى فى مصر ولذلك فقد جاء تاثير ذلك على تغير شكل العملة المصرية حينذاك , وقرر القائمون على طباعة العملة وقتها على أن يكون وجة العملة معبراً عنى مصر ومكانتها ووقيمتها الحضارية وان تكون مميزة بين الدول فقد حمل الجنيه المصري صورة وجه فرعوني على خلاف سابقيه، ورغم أن التصميم كان بسيطًا، وربما أبسط من عملات ” 1899 و1924 ” فإنه تضمن روحًا مصرية، كانت هى البداية لهذا الاتجاه في طباعة الجنيه المصري.

وفى عهد الملكية فى مصر فكانت طباعة الجنيه المصري في “1950” ، قد حملت طابع الفترة الملكية بامتياز، حيث حوت العملة على صورة للملك فاروق، ولكن لم يمهلها القدر أن تستمر طويلًا؛ إذ قامت، بعدها بعامين فقط، ثورة يوليو ” 1952″ .

وكان مابعد عام ” 1952″ هو النهاية لتقليد استخدام صورة الحكام على العملة، بعد أن عاد القائمون على طباعة الجنيه إلى ابتكار تصاميم شبيهها بتصميم عام ” 1930″، وأزيلت صورة الملك ، واستمر التصميم على الشكل نفسه، بسيطًا ولكنه معبر عن روح الحضارة المصرية، في طبعته في ” 1967″ .

و قد استمرت التصاميم من عام “1968 وحتى” 1977 ” سائرة على المنوال نفسه، بتصوير مفردات الحضارة المصرية، ولكن حملت معها الطابع الإسلامى فقد حمل الوجه الأمامي صورة مسجد تاريخي ,وقد استمر الأمر كذلك يعبر عن الروح المصرية بجميع عصورها وتعاقب أحداثها حتى جاء الجنيه بتصميمهالأخير والشهير، بني اللون، الذي يحمل صورة معبد أبي سمبل، وهو التصميم الذي حاز على لقب الأجمل في العالم وفقًا لصحيفة “لتليجراف” , في ديسمبر من عام “2015” ، اختارته صحيفة “تليجراف” كأفضل تصميم للعملات الورقية في العالم، متفوقًا بذلك على العملات التي تفوقه من ناحية القيمة المالية، سواء العربية والأجنبية وهذ ماجعل له قيمة فنية و تصميمية كبيرة .

وفى الأخير نقول بأن الجنيه الورقى المصري كان ومذال مادة ملهمة للفنانين التشكيليين في معارضهم الداخلية والخارجية،ويالذات الخارجية ,فقد ولع به الفنانون الغربيون من مختلف دول العالم , والتي لطالما حازت الإعجاب لتعبيرها عن الحضارة المصرية التي يتشوق العالم للاقتراب منها ومعرفة أسرارها ومفرداتها، والسؤال هنا هل يحمل قرار البنك المركزى عودة طبعه فرصة لإبنتكار وإبداع تصميم جديد يحمل شكلًا جديدًا من أشكال الحضارة المصرية الغنية؟ وهل يعيد ذلك للجنيه بعضًا من قيمته المهدورة ولو بشكل معنوي؟ فلننتظر معاً ونرى ما تجيئ به الأيام المقبلة !!!!!!!

علاء البسيوني

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك