الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

“التفاوض الإنساني” ينطلق من مسقط في إطار مبادرة تحسين حياة الأفراد

 

مسقط، خاص:محمد زكى

في إطار مبادراتها الفريدة لتحسين حياة الأفراد والجماعات، استضافت سلطنة عُمان ممثلة في الهيئة العمانية للأعمال الخيرية مؤخراً، أول حلقة عمل من نوعها حول (التفاوض الإنساني)، والذي يضيف للعمل الاجتماعي، بعدا عمليا جديدا يساعده على تحقيق أهدافه النظرية كأحد أبرز العلوم الاجتماعية الحديثة.

يأتي انعقاد حلقة التفاوض الإنساني بمسقط مجسدا لحرص الجمعيات الخيرية الإنسانية، كالجمعية العمانية للأعمال الخيرية على “تحسين” حياة من تقدم خدماتها إليهم.

يعرف “العمل الاجتماعي” أنه ضمن فروع العلوم الاجتماعية التي تستخدم آليات مستندة إلى مناهج البحث العلمي والنظريات الاجتماعية، من أجل دراسة حياة الجماعات والأفراد والعمل على (تحسين حياتهم) أي المجتمعات الإنسانية بمختلف تكويناتها.

ورغم حداثة نظريات “العمل الاجتماعي” كعلوم منهجية وأصل يستند إليه مفهوم (التفاوض الإنساني) كفرع، فإن التفاوض الإنساني، يجعل منه وسيلة فاعلة لتحقيق غايات مساعدة الفئات الإنسانية التي تجد نفسها في ظروف اجتماعية أو اقتصادية أو صحية أو أمنية ضاغطة نتيجة ظروف مناخية استثنائية أو كوارث طبيعية أو أوبئة أو حروب سببها سياسات إنسانية خاطئة.

ويتضح من أهداف حلقة العمل حول التفاوض الإنساني بسلطنة عُمان، التي تنظمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع الجمعية العمانية للأعمال الخيرية أن تلك الأهداف تتمحور في العمل على تنمية القدرات التفاوضية لموظفي المنظمات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني في كل ما يتعلق بتقديم المساعدات في حالات الكوارث والأزمات وما تطلبه تلك المهام من تفاوض بين الأطراف المختلفة.

يعد التفاوض الإنساني أسمى درجة من درجات التفاوض لأن منطلقاته دائما إنسانية، مجردة عن الحرص على الربحية، باستثناء الربحية التي تتحقق في حال النجاح في إنقاذ حياة إنسان ما، فإن ذلك النجاح في حد ذاته ربحية وقيمة مضافة للمفاوض وللإنسانية جمعاء.

كما يتميز التفاوض الإنساني بأنه كثيرا ما يركز على ضرورة إعلاء مكانة القيم كقيمة الحفاظ على حياة الآخر والحرص على صون حقوقه ومكتسباته، وقيمة إغاثة المنكوب، وقيمة تقديم العون لمن يحتاج إليه، وقيمة إيثار الآخر على النفس، وهذا ما يميز التفاوض الإنساني عن نظيره السياسي والاقتصادي والتجاري، الذي قد يتحين الفرص لكسب النقاط التفاوضية عبر تغليب مصلحة المفاوض الشاطر على الآخر.

يبقى القول أن العمل الاجتماعي عملا ساميا، حيث يمكن تحقيق أهدافه المتمثلة في تحسين حياة الناس عبر التفاوض الإنساني، كما تظل سلطنة عُمان دائما جسرا راسخ الأسس قادرا دائما على استيعاب هكذا مبادرات هادفة لتعزيز العمل الإنساني ودعم سلام الإنسان.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك