الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

التطبيقات التقنية الحديثة والفئران Biotechnology and rats

)أ) إنتاج مضادات حيوية من الفئران :

1-الفئران تنتج أجساماًمضادة تشكل وقاية ضد سارس :

أعلن باحثون أن نظام المناعة لدي الفئران ينتج أجساماً قادرة على شل الفيروسالمسبب للالتهاب الرئوي الحاد (السارس) مؤكدين أنهم عن طريق إعداد لقاح له وفيمرحلة أولية حدد الباحثون إمكانية إصابة الفئران بفيروس سارس حيث أصاب الفيروسالرئة والشعب الهوائية لدي فئران المختبرات دون أن يسيء إلى حالتها الصحية. وخلالالإصابة مرة ثانية بفيروس سارس بعد 28 يوم تحارب نظام المناعة لدي الفئران بإنتاجأجسام مضادة منعت انتقال الفيروس إلى الرئة والشعب الهوائية.

وكذلك سمح اختبار ثالث بالتحقق من أن الأجسام المضادة التي تنتجها الفئران يمكننقلها إلى فئران أخرى لم تصب بالفيروس على الإطلاق مما منحها مناعة ضد سارس.

وقال الطبيب أنطوني فوسي مدير المعهد الوطني لأمراض الحساسية والأمراض المعديةالذي يشرف على هذه الاستنتاجات ستسرع من إعداد لقاح ضد الفيروس المعدي الذي أصاب 8098 شخصا ً.

 

 2-الفئران وعلاج الزهايمر :

لقد تمكن الباحثون أيضاً من انتاج أجسام مضادة تصلح للأعصاب المصابة بمرضالزهايمر لدي الفئران وتفتح الباب لعلاجه عند البشر.

أظهرت أبحاث نشرت نتائجها الخمسين في الولايات المتحدة أن علاجاً بالأجسامالمضادة أدي إلى شفاء الخلاياالعصبية في دماغ فئران مصابه بمرض الزهايمر من خلالإزالة طبقات الببتيد المتراكمة عليها.

ويشبه بأن هذه القشور الدهنية المكونة من الببتيدي اميلويد هي السبب الحقيقيلهذا الانحلال الدماغي الذي يصيب نحو 514 مليون أمريكي والغير قابل للشفاءحالياً.

وأوضح بيان أصدره باحثو معهد الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس (ميسورى، جنوب) الذي نشرت مجلة “جورنال أوف كلينيكال انقستيغايش” نتائج أعمالهم على موقعها علىالانترنت أنهم حقنوا جسماً مضاداً ذوب هذه القشرة في عدة أجزاء من دماغالفئران.

وسرعان مازال بعدها الورم عن الأعصاب التي شفيت واستعادت عملها بشكل طبيعي.

وقال الطبيب ديفيد هو التزما العضو الرئيسي في فريق البحث أن هذا الورم يمثلعطلاً بنيوياً كان يبدو ثابتاً ودائماً. وتابع أن هذه النتائج تؤكد على ما يبدووالفوائد المحتملة لوسائل العلاج التي تذيب هذه القشور وتحملنا على إعادة النظر فينظرياتنا حول الأعطال التي تحدثها في الخلايا العصبية .

وقال الباحث روبربت برندا من الفريق نفسه أنه يتوقع أن تتوقف عملية انحطاطالخلايا العصيبة بعد إزالة القشور البروتنية وقال أن ما لاحظناه أكثر إثارة للدهشةبكثير مضيفاً أنه بعد ثلاث أيام من العلاج تراجع ورم الأعصاب بمعدل 20 إلى 30%.

وتابع برندا أن قدرة الخلايا العصبية على استعادة بنيتها الطبيعية بسرعة ربما هيمؤثر على أن هذه الخلايا تسعى باستمرار لاستعادة وضعها الطبيعي ما يعنى بنظر العالمأن مرض الزهايمر ليس مستعصيا ً.

لكن الباحثين أشاروا إلى وجوب التريثبالرغم من النتائج المشجعة (على أنالأجسام المناعية قد تكون مفيدة في القضاء على مسببات الزهايمر مع التدخل العلاجيفي مرحلة مبكرة )وذلك حتى يتم القيام بدراسات إضافية لمعرفة ما إذا كان هذا العلاجيؤدي إلى النتائج ذاتها لدى البشر.

3- الفئران مصدر في تقنية زراعة الاعضاء:

كلى بشرية تصنع في الفئران :نجح أطباء في زرع خلايا مأخوذة من أجنة بشرية في فئران لتتحول بعد فترة إلى كلىبشرية قابلة لأداء وظيفتها في الأجسام البشرية.

وقد تؤدي هذه التقنية الجديدة إلى توفير أعضاء قابلة للزرع في أجسام البشر الذينيحتاجون إليها. وفي بريطانيا وحدها آلاف من الناس ينتظرون الحصول على كليةجديدة.

وحتى إذا حصل المريض على الكلية فإنه يتعين عليه أن يتناول مدى الحياة أدويةتمنع الجسم من رفض الكلية الجديدة .

ولكن تبين أن بضعة خلايا مأخوذة من أجنة بشرية تزرع في فئران تتحول إلى عضو جديدبكل أجزائه لأداء وظيفة في الجسم البشري .

وتمكن العلماء أيضاً من الحصول على النتيجة نفسها بأخذ الخلايا من أجنة الخنازيرأيضاً.

وبإمكان صناعة الأعضاء بالاستعانة بخلايا من الخنازير أن تتغلب على رفض الجسمالبشري لأعضاء تزرع فيه. وأخذت الخلايا من أجنة بشرية تبلغ من العمر ما بين 7و8أسابيع ومن أجنة الخنازير البالغة من العمر 4 أسابيع فقط. وفي هذا العمر يبدأالجنين بالعمل على تطوير الكلى فيه وخلية من نوع يعرف باسم ( الكلية الابتدائية). وهذه الخلية هي خلية جذعيه، قادرة على التطور إلى كل أنواع الخلايا لتشكيل كلية .

واستعملت خلايا من الأجنة البشرية ومن أجنة الخنازير لزراعتها في الفئران. وفيكلا الحالتين تطورت الخلايا إلى أعضاء كاملة النمو وفي حجم يتناسب مع حجم الفأرة. وأفرزت هذه الكلى البول، وتغذت بالدم عن طريق أوعية دموية من الفأر المضيفة .

يضاف إلى ذلك أن لا خوف من إمكانية رفض الجسم البشري لزراعة هذه الأعضاء فيه لأنالخلايا الأولى أخذت في فترة جنينية مبكرة وليس من بينها خلايا متخصصة في العادةببدء الحصانة .

وقال الباحثون أن التقنية الجديدة يمكن استعمالها في السنوات القليلة القادمة .

ب – تقنيات الهندسة الوراثية: Techniques of Genetic ingineering

1- تمكن العلماء من استنساخ الفئران حيث تمكنوا من جعل بويضةفأرة تنمو لتتحول إلىجنين بالغ دون تخصيبها بحيوان منوي احتوت البويضة علىمجموعتين من الكروموزمات شكل (31(خاصة بالأم، بدلاً من مجموعة واحدة خاصةبالأم وأخري بالأب كما هو الحال في الجنين المخصب، وهي الظاهرة التي لم تحـدث فيالطبيعـة. وعند الثدييات تعرف بالتوالد العذري .

ويقول بعض الباحثين أن تلك العملية يمكن تطبيقها على بحوث الخلايا الجذعية ولكنالعلماء الذين نفذوا هذا العمل قالوا أنه لم ينجح بعد في البشر .

وتمكن الباحث تومو هيدكونو وزملاؤه من تحييد عمل جين رئيسي في البويضة مما أثرعلى السمة الوراثية التي تحول دون حدوث التوالد العذري في الثدييات .

وقد حقن الفريق المادة الوراثية من بويضة فأرة غير ناضجة في بويضة ناضجة بماتحمله من كروموزومات ثم قاموا بعد ذلك بتنشيط البويضة المدمجة وجعلها تبدأ في النموكجنين .

ومن خلال تحييد عمل جيني أطلق عليه اسم الجيني (اتش 19) في بويضة الفأرة غيرالناضجة .

وتمكن الباحثون من زيادة نشاط جين أخر يدعى ( أي جيى إف 3) وهو الجينيالمسؤول عن تخليف بروتين مسؤول عن تنظيم عملية النمو في الأجنة أثناء تطوره .ويقال أن تلك الجينات تنتقل بشكل خاص عبر السمة الوراثية حيث ينشط بعضها فيالحامض النووي للأم بينما لا تعمل في الحامض النووي الأبوي أو العكس.

وبتلاعب العلماء بالجينات جري إسباغ سمة أكثر أبوية عليها ونتيجة لذلك وصل جيناتإلى الاكتمال من بين 598 من الأجنة التي لم تكتمل .ويقول البروفيسور عظيم سوداني الخبير بالسمة الوراثية إن (كفاءة هذا الأسلوبقليلة وبالتالي لا يمكن بسهولة استخدامه لأغراض عملية).

واستخدم أحد الفأرين للاختبار وبينما ترك العلماء الفأر الأخر الذي سمى حاجويالينمو حتى البلوغ. وتضيف الأستاذة ماريسا بارتولومنى ” أن من المدهش أن تعديلجينياً بسيطاً نسبياً يعتمد على نزع الجيني ومنتالياته التنظيمية وقد مكن تلكالأجنة من النمو”.

لقد فشلت أغلب الأجنة ولكن الأمر المهم هو أنه أمكن الحصول على جنين ناجحين كماأمكن الحصول على نسبة غير قليلة من تلك الأجنة التي واصلت النمو بشكل لم يسبق أنحدث من قبل .

2- أجري فريق العلماء تجاربهم على حيوانات التجارب “الفأر” ثم بعدما تأكدوامن نجاح التجربة قاموا بتجربتها على الإنسان، حيث يعتقد الفريق العلمي أمالاً عريضةعلى نجاح التجربة، ثم إمكانية تختلف البروتينات الخاصة بهذه التجربة بواسطة الهندسةالوراثية.

3- وفي عام 1979 م أستطاع عالم الأجنة “كارل المنسي” من نزع نواة بويضة أنثىالفأر ووضعها في بويضة أخرى بعد تفريغ البويضة الثانية من مادتها النووية، كما تمفي نفس العام إجراء عمليات التطعيم الوراثي للأطقم الوراثية، حيث يتم إدخال جيناتمعدلة بعد نزعها من أطقمها الوراثية في أطقم جديدة لإكسابها صفات معدلة .

4- وفي عام 1981م أستطاع فريق بحثي بجامعة “جنين” من إنتاج فئران بالغه التقنيةالتي أستخدمها “كارل منسي”، وفي عام 1983م أستطاع الباحث “برتستار” أن يزرع جيناتآدمية يمكنها أن تتحكم في هرمونات النمو للفئران تنتج فئران عملاقة “ذات حجمكبير”.

5-يتم حقن جدار قلب الفأر بمادة كيمائية تساعد على نمو الوعاء الدموي بنسبة 40%.

الأبحاث الجينية: الرأي العام والمنافسة الاقتصادية

قام استفتاء في العالم عن أبحاث الجينات بالهندسة الوراثيةفي سويسرا ، إذ كلمااحتاروا أو اختلفوا على أمر حولوه إلى استفتاء و في شهر يونيو 1998م طرح السويسريونحول حرية إطلاق أبحاث الهندسة الوراثية في النباتات والحيوانات , و الجدير بالذكرأن هؤلاء هم من أكثر شعوب العالم حذراً من التدخل العلمي في الجينات التي تتدخل فيالأغذية بنوع خاص وكان موضوع الاستفتاء الحد من أبحاث الجينات في النبات والحيوانموقفكم ؟ وجاء الاستفتاء بالسلب : كلا بل للأبحاثبلا عوائق وتواصل اكتشافاتهافكان ذلك مؤشراً وأي مؤشر لأوروبا كلها ؛ والدول الأوروبية الأخرى تنتظر نتيجة هذاالاستفتاء السويسري كمحك أو اختبار كأول رد فعل للتكنولوجيا التي سيكون لها أكبرتأثير على مقدرات العيش في القرن الجديد فلما رُفض التوقف عن تلك الأبحاث وصوتوامعها كان ذلك مؤشراً على أن السويسريين قد وجدوا المكاسب الهائلة من وراء انطلاقةهذه التكنولوجيا تفوق كل ما تردد عن احتمالات مخاطرها!

وقد سبق الاستفتاء بأقل من شهر واحد قرار يخص هذا الأمر ولا يقل أهمية صدر عنالبرلمان الأوروبي بعد 10 سنوات من الصراع وسباق في الشد والجذب ما بين المؤيدينوالمعارضين لتلك الانطلاقة العلمية والتي قد تمس حياة الإنسان على نحو يفوق أيتكنولوجيا أخري! ثم لوحظ أن المعارضين ينحصرون في أنصار حماية البيئة فحسب، وهمالذين ينسبون إلى هذه التكنولوجيا ما يصفونه أو يسمونه بالعبث الذي يمارسه الإنسانضد الطبيعة !.

وإنما ومن بعد هاتين العلامتين البارزتين على طريق تكنولوجيا الهندسة الوراثيةوهما: قرار البرلمان الأوروبي ثم الاستفتاء السويسري الذي أعقبه .

انطلق علماء أوروبا في أبحاثهم لحاقاً بمنافسيهم من العلماء الأمريكيين إلى هذاالمجال الواعد، وهو واعد لكونه أكثر الصناعات المربحة قاطبة في القرن الجديد فلايخفي أن شركات الأدوية في أوروبا تتلهف على قطعة أكبر من الكعكة الدسمة التي تساويفي المستقبل المنظور بضع عشرات من المليارات! فكلما توصل العلماء إلى نباتات منيعةضد الآفات وفواكه وخضر لا تفسد وجنت الشركات تلك الأرباح ,فإضفاء تغييرات علىتكنولوجيا الجينية للمزروعات .

وظهور اكتشافات لأدوية ذات فعالية أكبر من خلال الأبحاث الجينية التي تجرى علىالحيوانات، فهذا وذاك ما سيؤدي في المستقبل القريب إلى ثورة لتلك الشركات الكبرىودولها. وقد شهدت صناعة الأدوية في أوروبا حديثاً انطلاقة في الهندسة الوراثية أوالبيوتكنولوجية؛ إذ قفز عدد المؤسسات العاملة في هذا المجال إلى نحو 600 مؤسسة .

 

د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي

مدرس علم الحيوان الزراعي

قسم وقاية النبات

كلية الزراعة – جامعة سوهاج

 

الدكتور عبد العليم سعد سليمان دسوقي

الدكتور عبد العليم سعد سليمان دسوقي

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك