الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

البسطجي والحمار بقلم : عمرو أبوالعطا

Spread the love

ساعي البريد، أحدى الشخصيات التاريخية، والتي تحولت الى فولكلورية..
ملك الشوارع .. هو الذي يعرفه كل الناس وأحيانا ينتظرونه على ناصية الشارع في الفترات العصيبة، يكرهونه أحيانا ـ بلا ذنب ـ إذا جاء حاملا خبرا سيئا، يتهمونه

بالفضول، ويعتبرونه واحدا من أسرتهم، بديلا عن ابنهم المسافر، حين يأتي حاملا خطاباته، وأخباره.
نشرت مجلة الإثنين والدنيا عام 1958 تجربة عم محمود البسيونى مع الحمار في أداء عمله وتوصيل الخطابات إلى أصحابها فيقول:
مصلحة البريد لا توفر في العادة حمارا لساعى البريد لكن يملك البوسطجى أن يشتريه من مرتبه الشخصى الذي لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة.
وقد أوفدتنى المصلحة للعمل بين القرى فوجدت أن المسافة التي أقطعها يوميا تزيد على 500 كيلومتر، فقررت أن اشترى حمارا ودفعت فيه 25 جنيها لاستعين به في مهمتى.
مات الحمار بعد ذلك بأيام، فاشتريت حمارا آخر لكنه مرض ولم يقو على التنقل ولحق باخيه، فاشتريت حمارا ثالثا بالتقسيط وما زلت أسدد ثمنه من مرتبى البالغ 9 جنيهات.
ويتحسر عم محمود على الماضى والزمن الجميل فيقول كان عمد القرى يستقبلوننا بكل تقدير واحترام ويقدمون لنا الطعام ويقدمون للحمار التبن والفول..أما الآن فإن بعض العمد حين يسمعون زمارتى أو بوقى يهرعون إلى داخل الدور..حتى فنجان الشاى لم يعد مسموحا.
ويبلغ عدد البوسطجية في مصر 5000 بوسطجى عام 1954 وهم خمسة الاف غلبان، وكانت وسيلة إعلان البوسطجى عن حضوره هي النفخ في البوق لينبه أهل القرية إلى مجيئه.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك