الخميس - الموافق 18 أبريل 2024م

الانتماء والأدب Affiliation And Literature بقلم د/ طارق رضوان

Spread the love
يجدر بي أن أقتبس جملة هامة من “المهاتما غاندي” عندما لخص المشهد بالقول: “لا أريد أن يكون منزلي محاطاً بالجدران من جميع الجوانب ونوافذي مسدودة، أريد أن تهب ثقافات كل الأرض بمحاذاة منزلي وبكل حرية، لكني أرفض أن يقتلعني أحد من جذوري”

فالصراع بين ما تربى ونشأ عليه من قيم تدعو إلى التراحم والتواد والإيثار والصدق والأمانة والقناعة، وبين ما يراه ويسمعه يومياً في تعاملاته من أساليب وآراء تدعو إلى اعتناق القيم السلبية مثل العنف والمنفعة الشخصية وحب الذات والحصول على الحقوق دون أداء الواجبات. إن هذا الصراع يؤدي بالشباب إلى اضطراب هويته ويفقده الإحساس بالهوية ويصبح مضطرباً وجدانياً، مما يؤثر على طريقة سلوكه وأفكاره ويصل به إلى حالة من الاضطراب النسقي والقيمي لديه.
قد أدى غموض معنى الانتماء في المجتمعات لظهور الاتجاهات الفكرية المتطرفة والجماعات المتعصبة، وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة. فمعنى الانتماء هو أنتساب أو انضمام الفرد لجماعة معينة، والولاء لقضاياها والتفاني في خدمتها، وتحقيق خير الفرد والجماعة التي ينتسب إليها. تتعدد الكيانات التي ينتمي الفرد إليها مثل الانتماء الفرد للإنسانية، الوطن، الأسرة، الدين. وإذا كان الولاء يعني التفاني في خدمة قضية معينة، فالولاء والانتماء يحملان معنى الإخلاص والارتباط بشيء ما. فيرتبط الانتماء بالالتزام. الانتماء في جوهره هو روح وسلوك، وعاطفة تدفع الفرد للقيام بأنماط سلوكية معينة يجسد من خلالها انتماءه للجماعة
ومن صفات الشخص المنتمي: الرغبة في خدمة الجماعة، فالانتماء يقضي على حالة التردد في اتخاذ القرار.
مستويات الانتماء: أعتقد ترتيب الانتماء كما يلي:
1- الانتماء للأسرة البشرية
2- الانتماء للأسرة أو العائلة.
3 – الانتماء للوطن
4 – الانتماء الديني (الكنيسة أو الجامع
مظاهر ضعف الولاء والانتماء
‎الروتين مازال الروتين والبيروقراطيه تتحكم في مصالحنا داخل اروقة الحكومه ومازال الفساد والتسيب هم سمة اساسيه في معظم مؤسسات الدوله .ومازالنا لانراعى الانضباط في العمل او تنمية روح الابتكار والابداع.
التناقض والازدواجية: هي تعني ان السلوك الفعلي للمصرين اصبح يناقض مالديه من انماط جامدة من الاتجاهات ,إن هذا التناقض وتللك الازدوجية ازدادت في عمقها ,
السلبية: وكان من ابرز تجليات هذه السلبية ضعف المشاركة السياسية،والتي كانت طبيعية لضعف الانتماء من ناحية , وللتناقضات الحادة في البنية الاجتماعيه من ناحية اخرى
‎وكذلك النقد الذاتي الهدام والاغتراب النفسي والمكاني :وهو اغتراب عن ذاتنا المصرية بحثا عن عن ذات وطنية اخرى.
‎البعد الاقتصادى: وجود فائض عمالة هائل من الشباب , مما تسبب في وقوع مشكلات الانحراف العديدة ,سواء كانت مشكلات عقلية , او مشكلات انفاعلية ام مشكلات سلوكية .
‎البعد الدينى: ان سوء التربية الدينية والخلقية ساعد على نمو المشاعر الفردية ,وفي العلاقات الاجتماعية حيث انقطع التواصل مع الاقارب والجيران .
‎اساليب مواجهة مشكلة ضعف الولاء والانتماء :
‎غرس بذور الحب والاخاء , حتى ينشئ الطفل على الاقبال على الحياة.وربط الحق بالواجب والجزاء بالعمل.والتدريب على المشاركة الايجالبية والفعالة. واحترام القانون والنظام داخل الاسرة
اعداد المنهج :ان اعداد المنهج التعليمي يجب ان تختار عناصره على اسس علمية تلبي حاجات الاطفال وميولهم واستعداتهم وفق اعمارهم من ناحية , وتلبي حاجات البيئة الاجتماعية في المجتمع المصري من ناحية اخرى ثانية . ولكي نضمن تحقيق ذلك يجب علينا ان نتخلص من العائقين الآتيين : عائق التلقين عائق اختزال العقل إالى الذاكرة. والعناية باعداد المعلم وايجابية المتعلم
وكذلك مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ. والعمل الجماعي من خلال الحوار والمناقشة والممارسة الواقعية.والاهتمام بالنشاط المدرسي وقضاء التلميذ بالمدرسة وقتا كافيا على نظام اليوم
وتنظيم الاشراف على الانشطة المدرسية. وربط التلميذ بالبيئة.
‎ في مجال وسائل الاتصال
الدعوة الى احياء تقاليد الاسرة المصرية وتعزيز الرصد والتصدي لكل مايخالف تقاليدنا وعادتنا ومعتقدتنا.
يقصد بالتفكير الابداعي ذلك النوع الذي يؤدي الى حلول مبتكرة لمشكلاتنا الاجتماعية
عوائق التفكير الابداعي في المجتمع المصري :
‎اولا : العوائق الثقافية :ان المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هي في المقام الاول مشكلات ثقافيه
ثانيا العوائق التربوية :
– تدهور العملية التربوية: ويظهر ذلك في اداء الطلاب والمعلمين, وفي اداء الاسرة التي لابد لها من القيام بها مساندة لهذة العملية, كما يظهر ايضا في تدهور الادوات التعليمية وفي مقدمتها الكتاب كما يشمل المباني التي تحتوي على هؤلاء جميعاً
‎غرس القيم المرجعية الحافزة على الابداع
‎عن طريق الممارسة الحرة للتفكير الابداعي وتنمية آليات تجديد الفكر.
أن ما تقوم به الدولة بتنظيم معسكرات لأبناء الجالية المصرية بالخارج له أهمية كبيرة في غرس الانتماء في نفوس أبناء الجالية المصرية بالخارج. ومن خلالها التعرف عن قرب عن الحضارة والتراث المصري، وكذلك على الأماكن السياحية المختلفة في مصر، بالإضافة إلى التعرف على نهضة مصر الحديثة من خلال زيارتهم للمشروعات القومية العملاقة التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أن تسلم مقاليد الحكم.
يواصل الأزهر برعاية د.أحمد الطيب شيخ الأزهر، حواراته المجتمعية ولقاءات العلماء والمسئولين بالشباب في مختلف المحافظات والجامعات.
وخلال كلمته أكد ممثل الأزهر أن مؤسسة الأزهر تضطلع بدورها للتواصل مع الشباب في شتى المحافظات، وخاصًة المحافظات التي تحمي حدودنا لنرسخ فيهم قيم الولاء والانتماء للوطن والوسطية التي يحافظ عليها الأزهر وينشرها بين الشباب بالداخل والخارج، وذلك من خلال حوارات مجتمعية تكون حلقات وصل بين الشباب والعلماء. وأوضح أن الأزهر يدرس به طلاب من أكثر من مائة دولة، فبعثوا إليه أبناءهم ليضبط فكرهم ويمنحهم علمًا يستطيعون من خلاله مسايرة الأحداث.
الجانب الأدبى وظاهرة الانتماء
ومن الجانب الأدبى قال الدكتور مدحت العدل الكاتب والشاعر والفنان، إن الفن أقصر الطرق وصولًا لوجدان المشاهدين ومن ثم يمكن بفيلم واحد يتم إنتاجه باحترافية أن تؤثر في مئات الآلاف من المواطنين وهو تأثير تحتاج لآلاف المحاضرات حتى تنجح في إيجاد نفس التأثير عليهم.
وأشار إلى أن مسلسل مثل “الداعية”، الذي تم إنتاجه في ظل عهد حكم جماعة الإخوان لمصر، أثر كثيرا على سبيل المثال على المشاهدين، والذي قيل فيه إن هناك متلاعبين باسم الدين، وأنهم يدخلون الدين بالسياسية.

ومن جانبها قالت الفنانة “بشري” إن الفن يمكن أن يكون له تأثير إيجابي بشدة على وعي المواطن، لافتة إلى ضرورة أن يمارس الفن والسينما لبعد تنويري موضحة لتجربتهم فيلم يشجب “التحرش ضد المرأة”. موضحة أن هناك تربية سياسية مبكرة كانت تتم لهم مثل البرلمان الصغير وكان يأتي على التليفزيون المصري قبل الفضائيات، وسينما الأطفال، وغيرها من الأمور التي أثرت في أبناء جيلها.

وأشارت “بشري” إلى أن شعار مهرجان الجونة السينمائي الذي انعقد مؤخرًا، كان “من أجل الإنسانية”، وكانت أفلامه لها بعد مثل رفض الإرهاب، وعرض ظروف شعوب في حالة لجوء، وأفلام تشجب العنف.

وأضاف أحمد عز قائلا: “على الدولة أن تتدخل في إنتاج الأفلام الحربية من أجل زيادة الوعي والانتماء لدى الشباب. فمصر من الدول الرائدة في مجال السينما لذلك يجب الحرص على أن يكون لدينا فيلم واحد على الاقل في العام يشاهد في المهرجانات العالمية، مشيرًا إلى أن هذا الجيل يشاهد أفلاما عالمية ذات جودة وإمكانات عالية لذلك يجب الحفاظ على مستوى عال من الإنتاج لارضائه”.
وقال ممتاز دسوقي، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن فيلم “الممر”، يعد أفضل دعاية لقواتنا المسلحة وأبطالها البواسل، وإن الفيلم أعاد إلينا الثقة في قدرتنا على إنتاج أفلام سينمائية هادفة وعلى مستوى عال في كافة أطراف عملية الإنتاج
وأكد أن عرض الفيلم في المراكز الثقافية بالخارج، سيكون فرصة عظيمة لتعميق الولاء والانتماء وربط المصريين بالخارج بتاريخهم ووطنهم، وإعادة بث الروح الوطنية في نفوس الشباب، وتعريفهم بجوهر الصراع مع العدو الصهيونى، الذي احتل أرضهم وأرض أشقائهم العرب.
كما طالب الفنان أحمد حلمي في كلمة له بجلسة “دور السينما في مواجهة التطرف” على هامش منتدى شباب العالم، بإنتاج أفلام تجسد بطولات المصريين والعرب، موضحا أن السينما الأمريكية أنتجت أفلاما صنعت أبطالا من الخيال، ولا نحتاج إلى تخيل بطولات مثلهم.

وأضاف “حلمي”: لدينا “أبطال عملاقة”، ولكن من الضروري أن يتم إنتاج الفيلم بـ”صنعة” حتى يكون هناك إقبال عليه، وينتظر المجتمع الأفلام التي تليه وليس أن يملوا من المشاهدة، دون تحقيق أي نتائج.
وأشار “حلمي” إلى أن هناك شبابا لا يوجد لديهم انتماء، مطالبا بإنتاج أعمال تزرع الولاء، موضحا أن السينما تستطيع أن تسلط صورة ذهنية معينة في العقول، ومنها زرع موضوعات مثل الرضا والصبر والانتماء وغيرها من القيم الإيجابية التي تخلق سدا عاليا يمنع انضمام من يشاهد تلك الأعمال للتطرف أو الإرهاب.

وأشار إلى أن الأعمال التي تواجه التطرف والإرهاب هناك الكثير من القيم التي يجب أن تزرعها في النفوس والكثير من السلبيات التي تواجهها؛ فمثلًا يجب أن تصور لأن المتطرف الذي يصبح إرهابي لا يطبق دينه، لأنه في أبسط الصور غير راض بما يقسمه له ربه، مع ضرورة دراسة الأسباب التي تؤدي للتطرف، وإنتاج شكل درامي يعمل على مواجهتها
مضيفًا: “الإرهابيون لم يبقوا كما هم في التسعينيات أو قبلها ولكن أصبحوا يصورون عملياتهم الإرهابية بكاميرات HD، ويستخدمون مزيكا مؤثرة، ويعملون على زرع الرعب، والخوف في النفوس”
وأضاف “حلمي” أن إنتاج أعمال سينمائية تعكس سلبيات مجتمعنا لا يعتبر هجوما على الوطن مثلما يصوره البعض، وذلك إذا تضمنت الإيجابيات وركزت ورسخت قيما إيجابية تجاه الوطن، وخاصة الشرائح الشبابية من أبناء الشعب المصري، وقدمت الحلول بصورة غير مباشرة خلالها، ضاربا المثل بفيلم “عسل أسود”، الذي قام ببطولته، موضحًا أن رسالة هذا الفيلم على سبيل المثال كانت “أن مصر فيها حاجة حلوة”.
وكتب المؤلف المصرى الأستاذ/على العتر أعمال كثيرة منها ما عالج قضية الولاء والانتماء لدى المجتمع المصرى بطبقاته فهو القائل فى رواينه ” عناقيد الشر “: ” ان الصراع بين الخير والشرّ لا ينتهي إلآ بإنتهاء البشرية فالخير والشرّ عدوّان أزليان منذ بدء الخليقة ، ولكن على مرّ الأزمان ينتصر الخير دائماً على الشرّ لأنها إرادة الله وسنة الحياة ، وإذا تملكت الغيرة والحسد قلوب البشر فأحياناً ينتصر الشرّ .. ولكن إلى حين .. فالحب كامن في قلوبنا يرتوي بالعطاء والحنان وتظلله الطمأنينة فينمو ويعلو فوق الشرّ ، وفي هذه القصة نوضح كيف تحاول فئة من الناس العيش والوصول إلى أغراضهم على حساب الآخرين دون اعتبار للقيم والأخلاق فالشرّ كالأفعى التي كلما التهمت طعاماً تزداد شراهة أكثر لفرائس جديدة ، والحب كلما أزداد بين الناس أكسبهم روحاً طيبة من التعاطف والعطاء والتفاعل الوجداني.
وكتبت نسرين سيد أحمد: نادرا ما نلقى فيلما يسدد لنا صفعة مباشرة مدوية إن أردتم، أو يضغط بكل ما أوتي من قوة على الجراح الأكثر إيلاما لدينا، ونادرا ما نلقى فيلما يتعامل مع تجربة المهاجر، المغادر لبلد لا يشبهه، والقادم إلى بلد يود اللوذ به من وطن لا يريده، بكل هذه الحساسية وكل هذا الفهم. هذا تحديدا ما نجده في فيلم «مرادفات» للإسرائيلي ناداف لابيد، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي . إنه فيلم يعصف بالمشاهد كليةً، ويلقي به وسط دوامة من المشاعر والمشاهد والآراء، التي تدخل في صميم تجربة المهاجر، وتمثل تعليقا سياسيا وشخصيا وحضاريا على البلد البعيد الذي يود نسيانه، وغسل نفسه منه، وعن البلد الجديد القادم إليه محملا بآمال الانتماء. لجديد القادم إليه محملا بآمال الانتماء
يوجه الفيلم انتقادا لاذعا لإسرائيل ولجوهرها المعتمد على العسكرية المفرطة والروح القتالية الذكورية التي تبثها وتتوقعها من الشباب على أرضها.
يبث الكاتب فيه الكثير من عناصر تجربته الشخصية، وسيرته الذاتية بعد مغادرة إسرائيل إلى باريس، ورفضه نطق إي كلمة بالعبرية بعد الوصول إلى فرنسا. فيقول: «جئت إلى فرنسا هرباً من إسرائيل»، هكذا يقول يواف لصديقه الفرنسي إيميل (كوانتان دولمير) ناعتا إسرائيل بأنها «بغيضة»، «حقيرة»، «دنيئة»، «سوقية»،
ولعل إحدى المفارقات الكبرى في الفيلم هي أن يواف، الذي يرفض النطق بأي كلمة بالعبرية ويفر من كل ما يذكره بإسرائيل، لا يجد عملا يمده بقوت يومه إلا العمل كحارس أمن في السفارة الإسرائيلية في باريس. لكن عمله في السفارة يفتح لنا باباً إلى عقل يواف ولمَقرر المغادرة، فهناك في السفارة يلتقي بيارون (يوري هاياك) زميله في العمل، الذي يمثل كل ما يحاول يواف الفرار منه في إسرائيل، يارون يمتلئ بالعدائية والعدوانية، عدوانية يقول إنه يشرعها في وجه كل كارهي إسرائيل وكل من يحيك لها المكائد. يحرص على الحديث بالعبرية، ويعلن أنه يهودي صياحا في المترو ويستفز الجميع للشجار معه حتى يؤكد لنفسه أنه يهودي مضطهد، وأن الجميع يعادون اليهود. هذا هو ما فرّ منه يواف في إسرائيل: هذه العدائية وهذا الشعور بأن الجميع أعداء وهذه الرغبة الدائمة في القتال.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك