الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

الاخوان واجهاض القضية الفلسطينية بقلم :- الدكتور عادل عامر

مرسي في الحرب علي غزة عام 2012 قد وافق علي ما رفضة مبارك نفسة في الحرب الاسرائيلية علي غزة عام 2008 حينما اكد مبارك في حينها قدرة مصر علي حفظ الامن علي اراضيها كما شدد علي ان هذا الامر خط احمر لم ولن يسمح بتجاوزه

حيث تراس الرئيس مرسي مفاوضات اسرائيلية فلسطينية برعاية امريكية نحو اعلان التهدئة ووقف اطلاق النار اظفرت هذه المفاوضات عن اعلان كل من حماس والحكومة الاسرائيلية قبول الهدنة في 21 نوفمبر 2012

ومن ثم تم عقد اتفاق بموجب تتعهد اسرائيل بعدم استهداف قيادات حماس وفصائل المقاومة في مقابل تعهد مصري بمنع تهريب السلاح الي غزة حيث يتم بموجب الاتفاقية مراقبة القوات المصرية عن طريق القوات الخاصة الامريكية مما يعني ان مرسي قد وافق علي وجود الامريكان علي الارضي المصرية بحجة متابعة تنفيذ هذا الاتفاق .

كانت النتيجة النهائية لحرب الايام الثمانية هذه نجاح مرسي في تقويض حركة المقاومة الاسلامية حماس الذراع العسكرية لجماعة الاخوان في مصر لصالح الكيان الصهيوني والتي باتت كحركة مستأنسة تماما وبدت القضية الفلسطينية وقد فرغت من مضمونها خاصة مع وجود عداء تاريخي بين جماعة الاخوان المسلمين في مصر

 وقيادات حركة فتح الفلسطينية الامر الذي زاد الفجوة اتساعا بين الفلسطينيين انفسهم وشقت وحدة الصف من الداخل ولم يعد المواطن العربي يسمع شيئا عن لفظ القضية الفلسطينية التي كانت تتردد علي مسامعة لعقود طويلة علي شاشات التلفاز بعد ان تعمد الرئيس مرسي توجية لغة الخطابة تجاه القضية الي خطوات دعم لحركة حماس دون دعم القضية الفلسطينية في الاساس من خلال فتح المعابر المصرية في رفح علي مصراعيها من دون اجراءات امنية ومنح عناصر حماس للجنسية المصرية دون قيود مع توفير كل الدعم اللوجيستي لهم وتبني عمليات تهريب ضخمة للسلع التموينية ومشتقات البترول عبر الانفاق الي غزة .

ولم يجد المسؤولون في مصر ممن ينتمون الي جماعة الاخوان حرجا وهم يعلنون عن ضرورة تزويد غزة بالسولار والوقود رغم الحاجة الشديدة للمصريين الي السولار كوقود لمحطات توليد الكهرباء والتي اصبحت في انقطاع مستمر عن المنازل والمصانع المصرية بصورة ممنهجة ومنتظمة يوميا نتيجة لعمليات التهريب هذه ورغم حاجة المصريين الذين ينتظرون بالساعات في طوابير ضخمة امام محطات الوقود لتزويد سياراتهم بالوقود تلك الطوابير التي وصلت الي ذروتها مع نهاية حكم مرسي ليتفاجأه المصريون بعد زوال حكم جماعة الاخوان في مصر ان القوات المسلحة المصرية قامت بضبط وتدمير 38 بيارة وقود بسعة 2,6 مليون لتر عبر الحدود مع غزة كانت تستخدم في تهريب الوقود من خلال مشاهد حية تم بثها علي التليفزيون المصري .

مجريات الاحداث تلك التي شهدتها فترة حكم جماعة الاخوان في مصر تجاه غزة هي نفسها الاستراتيجية المتبعة لهذه الجماعة منذ نشأتها عام 1928 علي مؤسسها حسن البنا تلك الاستراتيجية المبنية علي عقيدة ارض بلا وطن وشعوب اسلامية تعيش تحت امارات عربية اسلامية هي ذات العقيدة التي افح عنها قيادي الجماعة صفوت حجازي في احدي حملات الانتخابات الرئاسية لمرشح الجماعة قبل وصول الرئيس مرسي لسدة الحكم خلال مؤتمر شعبي تم تنظيمه في استاذ المنصورة الرياضي

 وفي حضور جمع غفير من انصار الجماعة وعلي راسهم المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع وبجواره المرشح الرئاسي الدكتور محمد مرسي حيث اعلن حجازي من فوق منصة عالية انه حان الوقت للمضي قدما نحو اقامة الامارات العربية الاسلامية ولن تكون عاصمتها القاهرة او المدينة المنورة بل ستكون عاصمتها القدس علي حد قولة وسط ترحيب واسع وتكبير من الحاضرين للمؤتمر .

اذن فعقيدة اهل الجماعة في مصر مبنية علي مبدأ وطن بلا حدود ويعتبرون مصر مجرد سكن يعيشون فيه وليس وطنا ينتمون له هي نفسها ايديولوجية حسن البنا مؤسس الجماعة عام 1928 والتي تبنتها قيادات جماعة الاخوان المسلمين من بعده فقد كتب البنا يقول : ان الاسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وعلي هذا لا يصبح المصريون او غيرهم من القوميات العربية مواطنين في بلدانهم بل رعايا لدولة الخلافة الجديدة ( لاحظ مبدأ طمس الهوية القومية الذي تحدث عنها بريجينسكي في السبعينيات ) .

ومن خلال هذه العقيدة يمكننا ان نتفهم جيدا سر دعم الولايات المتحدة الامريكية لتنظيم الاخوان المسلمين في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا تلك البلاد التي طالتها ما يطلق عليها ثورات الربيع العربي فالعقيدة التي تتبني فكر وطن بلا حدود هي عقيدة وثيقة الصلة بمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تبنته الادارات الامريكية المتعاقبة وانفقت علية مليارات الدولارات والقائم علي فكرة طمس الهوية القومية

وتقسيم الدول العربية والاسلامية الي كانتونات صغيرة حول الكانتون الاسرائيلي الاعظم لضمان امن واستقرار دولة الكيان الصهيوني فطبقا للمشروع الامريكي المستهدف فحينما بات استقطاع جزء من الحدود التركية والسورية والعراقية والتي يستوطنها الاكراد لصالح دولة كردستان الكبرى فلن يجد الامريكان ضالتهم سوي في جماعة تتبني عقيدة ترتضي باستقطاع جزء من اراضيها لصالح دولة اخري

ما يعني ان تنظيم الاخوان المسلمين الدولي قد قرر استثمار امواله في سيناء نحو اقامة وطن بديل لفلسطين وهو الامر الذي رفضته تماما الاجهزة الامنية في مصر ودخلت في خلاف وصراع مع المؤسسة الرئاسية المصرية في حينها .

كل هذه الاجراءات المشبوهة كانت تستهدف اجهاض القضية الفلسطينية وتؤكد علي قبول جماعة الاخوان في مصر لعرض مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق اللواء احتياط جيورا ايلاند وهو احد صناع القرار المؤثرين في اسرائيل وصاحب المشروع الاسرائيلي المقترح لتسوية الصراع مع الفلسطينيين والذي قدمة ايلاند في اطار دراسة خطيرة تمثل فكرة الوطن البديل اعدها لصالح ( بيجين – السادات للدراسات الاستراتيجية ) بعنوان البدائل “الاقليمية لفكرة دولتين لشعبيين ” وقد تم الكشف عن هذا المشروع اوائل عام 2009 حيث يطرح فيها ايلاند ان مملكة الاردن هي دولة الفلسطينيين وبوضعها الجديد ستتكون من ثلاثة اقاليم تضم الضفة الغربية والشرقية وغزة الكبرى التي تأخذ جزءا من مصر .

من خلال طرحه لبديلين عن فكرة الوطن البديل :

الاول : هو تخلي اسرائيل عن معظم الاراضي التي تسيطر عليها حاليا في الضفة الغربية لإقامة دولة فلسطينية تنضم في اتحاد كونفدرالي مع الاردن .

البديل الثاني : فيطرح فيه تبادلا للأراضي ويشمل عدة دول : مصر , اسرائيل , الاردن , فلسطين .

اخطر ما كشفه ايلاند هو ان عملية الانسحاب الاحادي الجانب من غزة عام 2005 كانت الخطوة الاولي في هذا الاتجاه وهو ما رفضة مبارك لأنه يعلم ويدرك مدي المخططات الاسرائيلية في وقت رحبت به حركة حماس وكان ثمن هذا الترحيب حصولها علي الاغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وازاحتها لحركة فتح الفلسطينية في انقلاب شهير في يوليو 2007 ويدعي ايلاند في وثيقته ان وصول الرئيس اوباما الي البيت الابيض بداية لتنفيذ هذا المخطط .

وهذا ما قالة اوباما تحت عنوان التنازلات المؤلمة من اجل السلام في الشرق الاوسط .

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك