الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

اسال تجب مع الشيخ محمد شرف اعداد حمدى احمد – 22 ديسمبر

 

اعزائى متابعى برنامج اسال تجب اهلا ومرحبا بكم مجددا فى القاء الاسبوعى مع فضيله الشيخ محمد شرف ليجيب على استفساراتكم واسئلتكم التى ارسلتوها سنقدم لمحه مختصره عن فضيلته

محمد بن عبد الله محمد شرف الدين الكراديسي ، ولد بقرية كراديس التابعة لمركز ديرب نجم محافظة الشرقية في 5/12/1968 ميلادية من أبوين مسلمين صالحين شريفين من السادة الأشراف ، فيرجع نسب الأب إلي الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب كرم الله وجهه ، ويرجع نسب الأم إلى آل الجندي التركي العباسي الذي ينتمي إلى حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه وأرضاه
تعليمه ….
تتلمذ الشيخ محمد بن عبد الله محمد شرف علي يد الشيخ إبراهيم عبدالدايم صقر رحمه الله و ذلك منذ نعومة أظفاره لحفظ القرآن الكريم فأتم حفظه في سن مبكرة فجعله القرآن فصيحاً لبقاً منذ طفولته و أحب الخطابة حباً شديداً وذلك عندما جعل فضيلة الشيخ عبد النور متولي عمر هادياً له و نبراساً له فأخذ يقلده وأخذ يلقي بعض الدروس القصيرة في المسجد المجاور لمنزله وهو مسجد سيدي الأربعين بقرية كراديس وكان ذلك في سن الثانية عشر من عمره
و عندما بلغ الرابعة عشر من عمره شجعه فضيلة الشيخ عبدالدايم إبراهيم عبدالدايم رحمه الله علي صعود المنبر لأول مرة في حياته فكان ومازال خطيباً له باع وصيت في قريته والقرى المجــاورة , فكان منذ طفولته محباً للعلوم الشرعية .
ثم بعد ذلك التحق بالدراسة النظامية ولم يكن أزهرياً رغم حبه الشديد للأزهر ورجاله ولكن ظروفاً ما حالت دون ذلك. ولم يثنيه ذلك عن السير في طريق الله
و طريق القرآن والخطابة فاستمر في طريقه فكان مولعاً بالمواد الدينية ، فحصل على معهد إعداد دعاة وكذلك على معهد قراءات ، وحصل أيضاً على دبلوم المعهد العالي للدراسات الإسلامية وتخرج من المعهد بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، بجانب دراسته الجامعية للمحاسبة ، ويعمل الآن بوزارة الشباب والرياضة أخصائياً للنشاط الفني فكان ومازال تعامله مع أخطر فئة ومرحلة سنية ألا وهي مرحلة الشباب فهو دائماً و أبداً لا يدخر جهداً في سبيل إسعاد هذه الفئة التي يحس أنها دائماً وأبداً تحتاج إلي النصح
والإرشاد .
مواهبه …
بجانب حفظه للقرآن الكريم في سن مبكرة كان ومازال مبتهلاً دينياً له صيت كبير في المحافل الدينية المختلفة و أيضاً مقدماً للأمسيات الدينية والحفلات الإسلامية المتنوعة بأسلوب مميز سهل بسيط يجذب أسماع المستمعين والمشاهدين , هذا بجانب الخطابة بمساجد القرية والقرى المجاورة إن أمكن وهو شاعر عظيم يقود الكلمة حيث يشاء ، ولقد قام بالتمثيل أيضاً في خمس وعشرين مسرحية على مسارح قصور الثقافة المختلفة فهو لا يَعُدُ ذلك عيباً ولا يرى فيه حرجاً ، فهو يقول بأن الفن مثله مثل الخطابة والدعوة إلى الله وهو أيضاً رسالة فكما أنه يوصل الرسالة من على خشبة المنبر فكذلك يوصلها من على خشبة المسرح ، المهم أن تكون الرسالة سامية وهادفة وبنائة .
وتم تكريمه من بعض المؤسسات الدينية والثقافية المختلفة ، ولقد تم استضافته في بعض القنوات الدينية والثقافية الفضائية وبعض البرامج الإذاعية ، ولقد حقق كثيراً من المراكز الأولى في مسابقات عدة في مجال القرآن الكريم والأدب والشعر ، وله مدونة ” الشرف ” عليها كتاباته ومؤلفاته على جوجل ، وكذلك قناة على اليوتيوب عليها كل الفيديوهات الخاصة به .
ومنذ عدة سنوات وبالتحديد في عام 2003 ميلادية ونظراً للمجهود الشاق الذي يقوم به في هذه الأعمال الكثيرة والمتنوعة واعتماده في ذلك علي صوته العذب الندى مما جعل ذلك يرهق صوته و يحدث له ارتخاء بالأحبال الصوتية وألماً شديداً بالحنجرة فقام بإجراء عملية جراحية علي أثر ذلك وعلي أثرها مُنِعَ من الخطابة و من كل شيء يرهق صوته إلا نادراً
و علي الفور قام بإخراج ما بداخله من مادة علمية دينية علي هيئة كتب دينية في السيرة النبوية والفقه الإسلامي والتراجم ، ولقد حصل علي تصريح بالطبع و التداول لبعض هذه الكتب من مجمع البحوث الإسلامية إدارة البحوث والتأليف والترجمة ، وكذلك عدة دواوين شعرية فصحى وعامية وكذلك مجموعة قصصية رائعة .
صدر له :
* كتاب ” قطوف دينية من هدى خير البرية ” بترخيص من مجمع البحوث الإسلامية بتاريخ 2005
* ديوان ” وقفات ورباعيات ” – عامية – عن دار مصر اليوم للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة 2014 .
* ديوان ” من الصحابة المقربين لسيد المرسلين ” – عامية – عن دار مصر اليوم للطباعة والنشر والتوزيع 2014.
* ديوان ” مناجاة ” – فصحى – عن دار مصر اليوم للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة 2014.
* ” من الحياة ” – مجموعة قصصية – عن دار مصر اليوم للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة 2014
* كتاب رمضان شهر العتق والغفران عن دار الأجيال المصرية بالشرقية 2015
تحت الطبع :
• كتاب رسالة الإسلام و الدفاع عن خير الأنـام.
• كتاب الحيوانات المباركة في القرآن الكريم.
• كتاب رحلة مع أسماء رب الأرض والسـماء.
• كتاب أحكام الجنائـز بين الجـائز وغير الجائز.
• كتاب رجــال ونســاء حـول خاتــم الأنبيــــاء.
• كتاب 1100 سـؤال وجواب في كلام رب الأرباب.
• كتاب الهجرة النبوية والدروس المستفادة منها .
• كتاب معلومات منتقاة من الدين والحياة.
• ديوان ” آهات ورباعيات ” عامية .
• ديوان ” نبضات قلبي ” عامية .
• ديوان ” رومانسيات غنائية ” عامية .
• كتاب أنواع القلوب في الكتاب والسنة .
• كتاب العلاقات الغير مشروعة في ضوء
الكتاب والسنة .
• كتاب رحلتي إلى البلاد الطاهرة .
• مسرحية حكاية شهيد .
• مسرحية عودة الشيخ زيدان .
• مسرحية لص رغم أنفه .
• مسرحية علىٌ يناجى العلى .
• مسرحية قرية ثورية .
والان مع فضيله الشيخ محمد شرف ليجيب على اسئلتكم التى تم ارساله الاسبوع الماضى

س / هل تكفير من يرهب الناس ويؤذى الآمنين حرام ؟
ج / إن ترويع المسلم ظلم وتعد ظاهر، وهو حرام بكل حال، بل إن حرمته شديدة.
قال المناوي في فيض القدير: ترويع المسلم حرام شديد التحريم. اهـ.
وقد عدَّه بعض أهل العلم في الكبائر، كإبن حجر في كتابه: الزواجر عن اقتراف الكبائر. والشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه الكبائر. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه. رواه مسلم.
قال النووي: فِيهِ تَأْكِيد حُرْمَة الْمُسْلِم , وَالنَّهْي الشَّدِيد عَنْ تَرْوِيعه وَتَخْوِيفه وَالتَّعَرُّض لَهُ بِمَا قَدْ يُؤْذِيه.
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمّه.
مُبَالَغَة فِي إِيضَاح عُمُوم النَّهْي فِي كُلّ أَحَد, سَوَاء مَنْ يُتَّهَم فِيهِ, وَمَنْ لَا يُتَّهَم, وَسَوَاء كَانَ هَذَا هَزْلًا وَلَعِبًا, أَمْ لَا، لِأَنَّ تَرْوِيع الْمُسْلِم حَرَام بِكُلِّ حَال. اهـ.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما.
رواه أبو داود وأحمد، وصححه الألباني.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعبا أو جادا، فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه.
رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود وأحمد، وحسنه الألباني.
وقد عقد الحافظ المنذري في كتاب الترغيب والترهيب باباً في الترهيب من ترويع المسلم، ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه جادا أو مازحا وذكر فيه عدة أحاديث أخرى.

أما أن أكفره من عدمه فهذا يرجع أمره إلى الله وحده .
فعن ابن عمر : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، قال : إذا سمى الرجل الآخر كافرا ، فقد كفر أحدهما ، إن كان الذي قيل له كافر فقد صدق صاحبه كما قال له ، وإن لم يكن كما قال فقد باء الذي قال بالكفر . والله أعلم.
**************
س / ماذا يجب فعله عند زيارة القبور ؟ وهل زيارة النساء لها مقبولة أم لا ؟
ج / الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏فإن زيارة القبور سنة رغب الشرع فيها، لأنها تذكر الموت والآخرة، وذلك يحمل على قصر الأمل، والزهد في الدنيا، وترك الرغبة فيها. ‏ولزيارة القبور آداب منها:‏
‏1- السلام على أهلها المؤمنين ، والدعاء لهم، فعن بريدة قال كان النبي صلى الله عليه ‏وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: “السلام عليكم أهل الديار ‏من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية” ‏رواه مسلم.‏
‏2- عدم الجلوس عليها، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم “لأن يجلس أحدكم على جمرة فتمزق ثيابه حتى تخلص إلى جلده، ‏خير له من أن يجلس على قبر” رواه مسلم.‏
‏3- أن لا يمشي بينها بنعال سبتية، وهي المدبوغة بالقرظ سميت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها، أي حلق وأزيل، فعن بشير بن الخصاصية أن النبي صلى الله عليه وسلم ‏رأى رجلاً يمشي بين القبور في نعليه، فقال: “يا صاحب السبتيتين ألقهما” رواه أبو ‏داود، قال الإمام أحمد: إسناد حديث بشير بن الخصاصيه جيد أذهب إليه إلا من ‏علة. وعلل الخطابي رحمه الله كراهة ذلك لما فيه من الخيلاء، فإن هذه النعال لباس أهل الترفه والتنعيم، وزائر القبور ينبغي أن يكون على زي التواضع ولباس أهل الخشوع.‏
وليس لزيارة القبور وقت محدد تستحب فيه، وتقييد زيارتها بأوقات مخصوصة على الاستحباب من البدع والمحدثات.
فهذه آداب زيارة القبور، فينبغي للمسلم أن يتحلى بها، ويدع الخرافات والبدع التي ‏أحدثت عند زيارتها.
أما زيارة النساء: فقد اختلف فيها: فقد حُرِّمت أولاً ولُعن زوارات القبور، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء اللواتي تبعن الجنازة: “ارجعن مأزورات غير مأجورات”، ومع ذلك فقد جاء بعد هذا بعض الأحاديث التي تدل على النسخ منها أنه صلى الله عليه وسلم رأى امرأة تبكي عند قبر فقال لها: “يا أمة الله اتقي الله واصبري”، ولم ينهها عن الزيارة فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمثل مصيبتي، فقيل لها: ويلك إنه رسول الله، فرجعت إليه فأتت بيته فخرج إليها وأزرار قميصه محلولة، فلم تجد عنده حارساً ولا بواباً فقالت يا رسول الله: ما عرفتك، وأنا تائبة: فقال: “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”، وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم علم عائشة ما تقول عند زيارة القبور مما يدل على جواز زيارتها لها، وكذلك ثبت في الصحيحين أن عائشة حين افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلتها أرسلت بريرة قالت: أرسلت جاريتي بريرة فتبعته فوجدته عند المقبرة وهو يدعو لهم، فلما عاد سألته فقال: “إني بعثت إلى أهل بقيع الغرقد لأصلي عليهم”، والمقصود بالصلاة عليهم الدعاء لهم، وذهاب بريرة إليه صلى الله عليه وسلم عند المقبرة وسكوته عن ذلك وعدم إنكاره له دليل على جواز زيارة النساء للقبور.
وعموماً: المسألة محل خلاف، والذي يبدو لي أن الراجح فيها نسخ التحريم.
لكن مع ذلك لا يحل للنساء الدخول بين الأجداث والتخطف الذي يؤدي إلى الاختلاط بالرجال، والتعرض للفتنة ونحو ذلك، بل تقف المرأة أمام القبور وتدعو للمسلمين، وتتعظ بحالهم، وهذه زيارتها. والله تعالى أعلى وأعلم .
س / هل من يقرأ قصيدة البردة يأثم ؟ وهل ناظمها وقع فى المحذور ؟
ج / الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فهذه القصيدة المسماة بالبردة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وقع صاحبها في الغلو المذموم، والإطراء الذي نهى عنه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: “لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله” رواه البخاري.
ومن ذلك قوله:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي أخذا بيدي فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
واللياذة طلب الخير، كما أن الاستعاذة طلب دفع الشر، وكلاهما من العبادة التي لا تصرف إلا لله تعالى.
وقد دافع البعض عن الناظم بأن مراده الشفاعة يوم القيامة، وهذا لا يخرجه من المحذور، فإن الشفاعة حق يؤمن به أهل السنة، لكنها لا تكون إلا بعد إذن الله تعالى للشافع، ورضاه عن المشفوع له،
كما قال تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) [البقرة: 255].
وقوله: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) [الأنبياء: 28].
وهذه هي الشفاعة التي أثبتها القرآن.
أما الشفاعة المنفية في قوله تعالى: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) [المدثر: 48]. وقوله: (فما لنا من شافعين) [الشعراء: 100]. وقوله: (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) [غافر: 18].
فهي الشفاعة التي كان يعتقدها المشركون، وهي من جنس شفاعات الناس في الدنيا، فلا تحتاج إلى إذن المشفوع عنده ولا إلى رضاه عن المشفوع له.
ومن عرف الفرق بين الشفاعتين كان توجهه إلى الله تعالى، لا إلى الشافع، وكان دعاؤه: اللهم شفع فيّ نبيك صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً: فالشفاعة حق ثابت لنبينا صلى الله عليه وسلم، لكن الله لم يشرع طلب ذلك منه في الدنيا، ولم يشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك فقد أتى بسبب يمنع حصول مطلوبة، لوقوعه فيما لا يرضاه الله من سؤال غيره والتعلق بسواه.
وقوله: فإن لي ذمة منه بتسميتي.. إلخ.
كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة والإتباع، لا بمجرد الاشتراك معه في الاسم.
وقوله: إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي.. إلخ.
فيه اعتماد على المخلوق ونسيان للخالق، ومنافاة للتوكل الذي هو من أعلى مقامات العبودية.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه أنه لا يغني عنهم من الله شيئاً، كما في الأحاديث الصحيحة ، ومن ذلك ما في الصحيحين أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال: ” يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا . يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا . يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا . ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا “.
والحاصل أن المؤمن الموحد لا يسأل إلا الله، ولا يدعو غيره، ولا يطلب الشفاعة من الشافع في الدنيا، وإنما يسأل ربه أن يجعله أهلاً للشفاعة، وأن يأذن للشافع حتى يشفع له .
ومن الغلو المذموم قول الناظم.
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
ومعلوم أن الإنسان لا يجود إلا بما يملك، فمقتضى ذلك أن الدنيا والآخرة ليست لله، بل لغيره، وليست منه، بل من سواه.
وفي هذا مصادمة واضحة لقوله تعالى: (فلله الآخرة والأولى) [النجم: 5].
وقوله: (وإن لنا للآخرة والأولى) [الليل: 13].
فليست الدنيا ملكاً لمحمد صلى الله عليه وسلم ولا الآخرة، ولا خلقنا لأجله كما يعتقد بعض الجهلة معتمدين في ذلك على حديث مكذوب موضوع.
وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم. كالذي قبله، غلو وجهل مصادم للنصوص الصريحة المبينة أن مفاتيح الغيب عند الله تعالى، كقوله: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) [الأنعام: 59].
وقوله: (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) [الأعراف: 188].
وهذا الخطاب لا يصلح إلا لله تعالى، فمن جوده الدنيا والآخرة، ومن علومه تعالى علم اللوح والقلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله، ولم يرد في القرآن ولا في السنة أن الله أطلعه على ما في اللوح المحفوظ، وما جرى به القلم.
بل دل القرآن والسنة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم كثيراً من الأمور الحاضرة القريبة منه، كقوله تعالى: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) [التوبة: 101].
وأما وقائع السنة والسيرة فأكثر من أن تحصر، ومن ذلك ما جرى في غزوة أحد، والأكل من الشاة المسمومة، وموت أحد أصحابه من ذلك، وما جرى في قصة الإفك، وهمه صلى الله عليه وسلم بغزو بني المصطلق، ونزول قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..) [الحجرات: 6].
إلى غير ذلك مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، ولا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه بالوحي.
ومن هذا يعلم أن قول القائل (يا كاشف اللوح بل يا لامس القلم) هو من الغلو أيضا، وهو افتراء وكذب، وقول في دين الله بغير علم.
فالواجب الحذر من الغلو والإطراء، ولزوم طريق الاقتصاد والتوسط. وفقنا الله جميعاً لذلك. والله تعالى أعلم .
*******************
س / هل يجب تنفيذ وصية المتوفى ؟
ج / عباد الله: إن ما أوصى به الميت مهم جداً، وقد يوصي ببناته أن يزوجهن أحد الورثة أو الأولياء، وقد يوصي أولاده بعدم النياحة فتزداد تحريماً، ويوصيهم بعدم التفرق بعده فيزداد التفرق بين الأشقاء تحريماً، وتزداد قطيعة الرحم تحريماً.
يجب المبادرة إلى تنفيذ وصية المورث؛ لأن الله قال: مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ سورة النساء 11
فإذا كان في الوصية مصلحة بينة
ولم تشتمل على محرم اتقوا الله فيها ونفذوها كما حددها دون تجاوز، وهم مؤتمنون عليها، لا يصرفوا منها شيئاً بغير حق، ولا يضعوا في غير ما أوصى به الميت، ولا يخالفوا ما ذهب إليه في وصيته، ولا يفوتوا غرضه الذي أراده، وللأسف فإن كثيراً من الوصايا تتعرض للإهمال والضياع بعد موت الموصي، فإن لم ينفذوا وصيته، أو أساءوا، فالوزر عليهم، قال الله تعالى: فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ سورة البقرة 181
ويحرم عليهم كتمان الوصية الشرعية الصادرة عن ميتهم، قال الله تعالى: وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم سورة البقرة 283
أظهروها لا تخفوها لأن إخفاءها من أعظم الذنوب؛ لأنه يترتب عليه فوات الحقوق: (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) يعني: فاجر،
قال الله تعالى في الوصايا: وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ
سورة المائدة106.
س / هل الترتيب فى الوضوء واجب ؟
ج / الترتيب في الوضوء معناه أن تبدأ بما بدأ الله به ، وقد بدأ الله بذكر غسل الوجه ، ثم غسل اليدين ، ثم مسح الرأس ، ثم غسل الرجلين ، ولم يذكر الله تعالى غسلالكفين قبل غسل الوجه ليس واجباً بل هو سنة ، هذا هو الترتيب أن تبدأ بأعضاء الوضوء مرتبة كما رتبها الله عزّ وجلّ .
وعلى كل حال فالترتيب في الوضوء محل خلاف بين أهل العلم هل يجب أم لا؟ فمذهب الحنابلة والشافعية الوجوب بينما يرى المالكية والحنفية عدم الوجوب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الترتيب في الوضوء وغيره من العبادات والعقود النزاع فيه مشهور، فمذهب الشافعي وأحمد يجب، ومذهب مالك وأبي حنيفة لا يجب.اهـ والله أعلم .
وفى نهايه لقائنا نتوجه بالشكر لفضيله الشيخ محمد شرف نفعنا الله واياكم بعلمه
دمتم دائما فى رضا الرحمن والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك