الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

اسأل تُجَبْ مع الشيخ محمد شرف إعداد . حمدي أحمد – 4 فبراير

أعزائى متابعي برنامج اسأل تجب أهلا ومرحبا بكم مجددا في اللقاء الأسبوعى مع فضيلة الشيخ محمد شرف ليجيب على استفساراتكم وأسئلتكم التي أرسلتموها ويسعدنا في بداية لقاء اليوم أن نقدم أولاً لمحة سريعة على بعض مؤلفات فضيلته …. وحديثه اليوم عن عمل مسرحي كبير قام بكتابته ألا وهو مسرحية ” علىٌ يناجى العلى ” مسرحية بالفصحى تناقش موضوعاً حيوياً ومهماً ألا وهو الصوفية وما لها وما عليها والفرق بين الصوفي والمتصوف وذلك من خلال حوار شيق جذاب ….
وفى الختام نسأل الله له التوفيق والسداد والرشاد .
والآن تعالوا أحبابي معي لنجيب على أسئلتكم واستفساراتكم والله الموفق ..
س / ما هو الرياء ؟
ج / والرياء: هو أن يعمل المسلم عملاً لا يَقْصد منه وجه الله سبحانه وتعالى، وإنما يكون قصده أن يراه الناس ويمتدحوه ويثنوا عليه، فيصلي ليراه الناس ويقولوا أن هذا رجل صالح مواظب على الصلاة. ويتصدق ليراه الناس ويقولوا أن هذا رجل كريم وجواد. ويجاهد ليراه الناس ويقولوا أن هذا رجل مقدام وشجاع. ويتعلم العلم حتى يراه الناس ويقولوا أنه رجل عالم وحامل للشهادات العليا. إنّ الرياء هو نوع من الشرك، ويسمى بـ (الشرك الأصغر)، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل لأصحاب ذلك يوم القيامة إذا جازى الناس: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟! » صححه الألباني . وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: « من سَمَّع سَمَّع الله به، ومن راءى راءى الله به. » متفق عليه . يقول الإمام النووي في شرحه للحديث: « قال العلماء: معناه: من رايا بعمله الناس وسَمَّعَه الناس ليكرموه ويعظموه ويعتقدوا خيره، سَمَّع الله به يوم القيامة الناس وفضحه… وقيل: معناه: من أراد بعمله الناس أسمعه الله الناس وكان ذلك حظه منه. » راجع: شرح النووي على مسلم . والفرق بين من يُرائي ومن يُسَمِّع كما جاء في الحديث، أنّ الرياء هو يقصد المرء رؤية الناس في الأعمال التي تصدر منه فيمتدحوه، أما التسميع فهو أن يخطب خطبة ما، أو أن يعظ موعظة ما، أو أن يقرأ القرآن، حتى يسمعه الناس فيُعْجبوا به ويثنوا عليه، ولا يريد من هذا وجه الله تعالى، فجزاؤه أن يفضحه الله يوم القيامة، أو أن يعطيه نصيبه من ذلك العمل في الدنيا، ويوم القيامة لا ينال شيئًا. والرياء هو سبب في إحباط العمل وعدم قبوله عند رب العالمين، فهناك شرطان أساسيان لا ثالث لهما يجب أن يتوفرا في الأعمال التعبدية التي يقوم بها المسلم حتى تكون صحيحة ومقبولة عند رب العالمين، أما الشرط الأول: أن يكون العمل موافقًا لما جاء في شريعة الله من الكتاب والسنة، والأمر الذي كان عليه المؤمنون في القرون الأولى، فلا يجوز للمسلم أن يأتي بعمل تعبدي لا أصل له في الدين، أو أن يَزِيد ويُنْقِص في عباداتٍ معينة، وإنما يجب عليه أن يتبع شرع الله، وسنة رسول الله، وأن يأتي بالعبادات كما هي. وأما الشرط الثاني: أن يكون العمل خالصًا لوجه الله تعالى، فمخالفة الشرط الأول تعني الوقوع في البدعة، ومخالفة الشرط الثاني تعني الوقوع في الرياء والنفاق. فلا ينفع المسلم أن يعمل عملًا يوافق الكتاب والسنة، ولكنه غير خالصٍ لوجه الله، وكذلك لا ينفعه أن يكون عمله خالصاً لوجه الله، ولكنه مخالفٌ لما في الكتاب والسنة، والأشد من ذلك كله أن يخل بكلا الشرطين، فلا يكون عمله موافقًا للكتاب والسنة، وفي نفس الوقت لا يكون خالصًا لوجه الله! فيجب على كل مسلم أن يحذر من الرياء والنّفاق، وأن يحرص على أن تكون كل أعماله خالصة لوجه الله تعالى، لا يبتغي بها رؤية النّاس له ومديحهم وثناءهم.
******************
س / قال تعالى-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
[النحل: 43] .. من هم أهل الذكر ؟
ج / تفاسير بعض السلف لأهل الذكر أنهم أهل الكتاب أي أهل التوارة والإنجيل ، وهم العلماء بها وبما فيها لأن المقصود من السؤال وهو الجواب لا يتحقق إلا منهم دون سائر أهل الكتاب .
وهذا تفسير ابن عباس ، وتلميذه مجاهد بن جبر ، وسياق الآيات يساعدهم على اختيار هذا القول فيما يبدو لي .
وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم يذهب إلى أن أهل الذكر هم علماء المسلمين ، حيث قال : نحن أهل الذكر ، ثم استشهد لصحة تفسيره بقوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) وقرأ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ) … الآية. وذهب كثير من المفسرين المتأخرين إلى هذا القول .
*****************
س / هل كان الوضوء للصلاة مشروعا فى الأديان الأخرى؟
ج / أكدت دار الإفتاء المصرية ، أن هناك خلافًا بين العلماء حول، هل كان الوضوء للصلاة مشروعا فى الأديان السابقة؟ أم لأ.
وأوضحت أن ما قيل في هذا الأمر، إن الوضوء خاص بالأمة الإسلامية، وكان من قبل ذلك للأنبياء خاصة وليس للأفراد، ولكن عُورض هذا القول بأن “سارة ” زوج إبراهيم عليهما السلام، لما استدعاها الطاغية توضأت وقامت تصلى فعصمها اللَّه منه، والحديث رواه البخارى ومسلم.
وأضافت “الإفتاء” أنه فى قصة جريج الراهب الذى اتهمته المرأة بالزنا بها، ونسبت إليه غلاما منها، قام وتوضأ وصلى وسأل الغلام فنطق باسم والده الحقيقى، وبرأ اللَّه جريجا، والحديث رواه أحمد عن أم سلمة.
فالظاهر أن خصوصية أمة محمد صلى الله عليه وسلم فى الغرة والتحجيل، لا فى أصل الوضوء، وحديث هذا وضوئى ووضوء الأنبياء من قبلى ضعيف، وروى الطبرانى أن النبى صلى الله عليه وسلم دعا بوَضُوء، فتوضأ واحدة واحدة وقال ” هذا وضوء لا يقبل اللَّه الصلاة إلا به “، ثم توضأ مرتين مرتين وقال: “هذا وضوئى ووضوء الأنبياء من قبلى “.
**************************
س / رجل طلق زوجته وزوجته تنازلت عن حقوقها أمام المأذون
ولكن اكتشفوا خطأهم كيف يتم اعادتها إلى عصمته ؟
ج / من أحكام الطلاق على عوض : أن الزوج لا يملك في العدة ارتجاع زوجته , جاء في ” الموسوعة الفقهية الكويتية ” (22 / 108) عند ذكر شروط الرجعة ” الشرط الخامس : ألا يكون الطلاق بعوض ، فإن كان الطلاق بعوض فلا تصح الرجعة ؛ لأن الطلاق حينئذ بائن ، لافتداء المرأة نفسها من الزوج بما قدمته له من عوض مالي ينهي هذه العلاقة مثل الخلع والطلاق على مال” انتهى.
لكن إن كان الطلاق قد وقع بدون عوض , ثم إن الزوجة قد تنازلت لك عن حقوقها بعد وقوع الطلاق , فهذا طلاق رجعي تملك فيه ارتجاع زوجتك ما دامت في العدة , ولا يشترط في صحة الرجعة موافقة الزوجة ولا وليها ؛ قال تعالى : ( وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا )البقرة/228 .
قال القرطبي رحمه الله : ” وأجمع العلماء على أن الحر إذا طلق زوجته الحرة ، وكانت مدخولا بها ، تطليقة أو تطليقتين : أنه أحق برجعتها ما لم تنقض عدتها ، وإن كرهت المرأة ، فإن لم يراجعها المطلق حتى انقضت عدتها فهي أحق بنفسها ، وتصير أجنبية منه ، لا تحل له إلا بخطبة ونكاح مستأنف بولي وإشهاد، ليس على سنة المراجعة ، وهذا إجماع من العلماء ” انتهى من ” تفسير القرطبي ” (3 / 120).
من هنا تعلم – أيها السائل – حكم رجعتك : فإن كانت قد تنازلت لك عن حقوقها ، مقابل طلاقها : فارتجاعك لزوجتك غير صحيح ، وإن كان قد وقع بدون شرط العوض ( مقابل مالي ، أو تنازل عن حقوقها ) ، كما يظهر لنا من سؤالك ، لكنها تنازلت عن حقوقها بعد وقوع الطلاق : فارتجاعك لها حينئذ يكون صحيحا ، ما دامت عدتها لم تنقض.
هذا وبالله التوفيق والله تعالى أعلى وأعلم
وفى ختام القاء نتوجه بالشكر لفضيله الشيخ محمد شرف على مايقدمه لنا
نفعنا الله بعلمه
منتظرين اسئله حضراتكم ليجيب عليها فضيلته فىالاسبوع القادم
وإلى لقاء أخر فى حلقات قادمة ان شاء الله تعالى .

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك