الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

اسأل تُجَبْ ..اعداد حمدى أحمد.. مع فضيله الشيخ محمد شرف – الجمعة 20 ابريل

سلام الله عليكم يا كل أحبابي ويا كل متابعي برنامجنا الأسبوعى اسأل تُجَبْ ، وكما عودناكم في بداية كل حلقة وقبل الإجابة على استفساراتكم وأسئلتكم نتحدث وفى عجالة بناء على طلباتكم عن نبى من الأنبياء ، وحديثنا اليوم نستكمل فيه قصة نبى الله نوح عليه السلام ….
ذكر شيء من أخبار نوح نفسه عليه السلام
قال الله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}. قيل: أنه كان يحمد الله على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله.
وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنا أبو أسامة، حَدَّثَنا زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم: “إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها”.
وكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث أبي أسامة.
والظاهر أن الشكور هو الذي يعمل بجميع الطاعات القلبية والقولية والعملية؛ فإن الشكر يكون بهذا وبهذا كما قال الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ** يدي ولساني والضمير المحجبا‏
ذكر صومه عليه السلام
وقال ابن ماجة: باب صيام نوح عليه السلام: حَدَّثَنا سهل بن أبي سهل حَدَّثَنا سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن أبي فراس، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “صام نوح الدهر إلا يوم عيد الفطر ويوم الأضحى”.
وهكذا رواه ابن ماجة عن طريق عبد الله بن لهيعة بإسناده ولفظه.
وقد قال الطبراني: حَدَّثَنا أبو الزنباع روح بن فرج، حَدَّثَنا عمر بن خالد الحراني، حَدَّثَنا ابن لهيعة، عن أبي قتادة، عن يزيد عن رباح أبي فراس، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى، وصام داود نصف الدهر، وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر، صام الدهر وأفطر الدهر”.
ذكر حجه عليه السلام
وقال الحافظ أبو يعلى: حَدَّثَنا سفيان بن وكيع، حَدَّثَنا أبي، عن زمعة – هو ابن أبي صالح – عن سلمة بن دهران، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: حج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أتى وادي عسفان قال: “يا أبا بكر أي واد هذا؟” قال هذا وادي عسفان. قال: “لقد مرّ بهذا نوح وهود وإبراهيم على بكران لهم حمر خطمهم الليف، أزرهم العباء وأرديتهم النمار يحجون البيت العتيق”. فيه غرابة.‏
ذكر وصيته لولده عليه السلام
قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا سليمان بن حرب، حَدَّثَنا حماد بن زيد، عن الصقعب بن زهير، عن زيد بن أسلم – قال حماد: أظنه عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيحان مزرورة بالديباج فقال: “ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس، أو قال: يريد أن يضع كل فارس ابن فارس، ورفع كل راع ابن راع”. قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته وقال: “ألا أرى عليك لباس من لا يعقل!” ثم قال: “أن نبي الله نوحاً عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك وصية؛ آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله. ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة ضمتهن لا إله إلا الله، وبسبحان الله وبحمده. فإن بها صلات كل شيء، وبها يرزق الخلق. وأنهاك عن الشرك والكبر” قال: قلت – أو قيل – يا رسول الله، هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر؟ أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان؟ قال “لا” قال: هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها؟ قال “لا” قال: هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها؟ قال “لا” قال: هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟ قال: “لا” قلت – أو قيل – يا رسول الله فما الكبر؟ قال: “سفه الحق وغمط الناس”.
وهذا إسناد صحيح ولم يخرجوه.
ورواه أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الرحيم بن سليمان عن مُحَمْد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كان في وصية نوح لابنه: أوصيك بخصلتين وأنهاك عن خصلتين” فذكر نحوه.
وقد رواه أبو بكر البزار عن إبراهيم بن سعيد، عن أبي معاوية الضرير عن مُحَمْد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما رواه أحمد والطبراني. والله أعلم.
ويزعم أهل الكتاب أن نوحاً عليه السلام لما ركب في السفينة كان عمره ستمائة سنة. وقدمنا عن ابن عبَّاس مثله، وزاد: وعاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة، وفي هذا القول نظر. ثم إن لم يكن الجمع بينه وبين دلالة القرآن فهو خطأ محض. فإن القرآن يقتضي أن نوحاً مكث في قومه بعد البعثة وقبل الطوفان ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون. ثم الله أعلم كم عاش بعد ذلك؟
فإن كان ما ذكر محفوظاً عن ابن عبَّاس – من أنه بعث وله أربعمائة وثمانون سنة، وأنه عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة – فيكون قد عاش على هذا ألف سنة وسبعمائة وثمانين سنة.
وأما قبره عليه السلام: فروى ابن جرير والأزرقي عن عبد الرحمن بن سابط أو غيره من التابعين مرسلاً، أن قبر نوح عليه السلام بالمسجد الحرام.
وهذا أقوى وأثبت من الذي يذكره كثير من المتأخرين، من أنه ببلدة بالبقاع تعرف اليوم بكرك نوح، وهناك جامع قد بني بسبب ذلك فيما ذكر. والله أعلم.
والآن تعالوا معى لأجيب لكم عن استفساراتكم وأسئلتكم والله الموفق …….
س / هل توحيد الخطبة يوم الجمعة وتحديد وقتها أمر شرعى ؟
ج / يبرر مسؤولو وزارة الأوقاف الخطبة المكتوبة بأنها تلزم الأئمة بمدة مناسبة للخطبة، وتضمن ألا تتشتت أفكارهم خلال الخطابة الحرة.
ويرى مراقبون هذه الخطوة بشيء من التحفظ، قائلين إنها تخفي تميز إمام عن آخر في الأداء، وتضعف قدرات الأئمة بمرور الوقت، وأشاروا أيضا إلى اختلاف القضايا التي تشغل رواد مسجد دون الآخر والتي يجب أن تتركز عليها الخطب.
وأنا شخصياً لا أحفز هذه الخطوة وأقول أن : “كل مكان في مصر.. كل مدينة وكل قرية لها ظروف تختلف عن بعضها البعض. في قرية ما يمكن أن تكون السرقات منتشرة فيجب أن يكون الحديث عن السرقات. وفي منطقة ما يمكن أن تنتشر حوادث القتل، وهنا يجب الحديث عن حرمة القتل”.
ويشير عضو جبهة علماء الأزهر إلى أن القرار جاء بعد تعامل خطباء الأوقاف مع توحيد عنوان الخطبة بقدر من الدهاء حتى لا يتعرضوا للمساءلة أو الخصم، وذلك بتصدير عنوان الخطبة الذي اختارته الوزارة ثم تحويل الخطبة إلى موضوعاتهم المستهدفة.
ويرى أيضاً أنه لا مانع من توحيد الخطبة في بعض الأحيان لتوصيل معانٍ إيمانية معينة أو توعية بخطورة أمر ما كالتدخين والمخدرات والتحذير من قتل النفس وغيرها .
لكنه حذر في حديثه للجزيرة نت من أن يكون الدافع وراء التوحيد لخطب الجمعة تحقيق أغراض سياسية ، وإرغام الناس على سماع شيء بعينه لأغراض لا علاقة لها بدين ولا دنيا ، معتبراً أن ذلك “مما لا يرضاه الإسلام ولا يقره العقل”.
*********************
س / ما الواجب فعله فى شهر شعبان لاستقبال شهر رمضان ؟
ج / شعبان شهر يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. بهذا بلغنا علماؤنا الأجلاء؛ فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصه بما لا يخص الشهور الأخرى من كثير الصيام وباقي الطاعات.
فإذا كان الصيام في رمضان فرضا واجبا، فإن الإكثار من صيام شعبان سنة نبوية معلومة.
روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان”.
كما روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان” .
وعن هذا الحديث قال ابن حجر رحمه الله: وفي الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان) فتح البارى .
وفي سياقه قال ابن رجب رحمه الله: وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور) لطائف المعارف .
وقال الإمام الصنعاني: وفيه دليل على أنه يخص شعبان بالصوم أكثر من غيره) سبل السلام .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان أحبَّ الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبانُ ثم يصله برمضان” أخرجه أحمد والنسائى وصححه الألبانى
وذكر العلماء في تفضيل التطوع بالصيام في شهر شعبان على غيره من الشهور أن أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده؛ وذلك يلتحق بصيام رمضان؛ لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض.
وعن الحكمة من تخصيص هذا الشهر بالفضل والتحفيز فيه على الطاعات أنه هو الشهر الذي فيه ترفع أعمال العباد إلى رب العباد. عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: “قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ” ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ ” أخرجه أحمد والنسائى وحسنه الألبانى .
شعبان إذن هو المحطة الجامعة للأعمال السنوية للعباد، وهو الصفحة الختامية للصحيفة السنوية الجامعة للحصاد السنوي لأعمالهم؛ حيث تعرض على الله تعالى – وهو الأعلم بما صدر ويصدر عن عباده – فمن تمام التذلل والطلب والخشوع والحياء المحبة والاستغفار والتوبة أن تختم الأعمال السنوية للواحد منا وهو في قربة الصيام أو القيام أو الصدقة أو الذكر أو الدعاء أو الاستغفار أو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر… فذاك أفضل حال نحب أن يرانا خالقنا ومولانا عليه وقت رفع الأعمال إليه سبحانه. نحب أن تُرفع أعمالنا ونحن في طاعة وعمل وقربات لا أن تُعرض صحائفنا ونحن في سكون وقعود وضعف وغفلة أو -لا قدر الله- في معصية.
شهر شعبان إذن محطة سنوية للوقوف مع الذات وتفقد الأعمال ومراجعة الأفعال ومحاسبة النفس وعقد العزم على الأفضل.
شهر شعبان منحة إلهية وهدية ربانية يتفضل بها المولى الكريم على عباده الصالحين؛ ففيه ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها بقوله: “يطِّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن” السلسلة الصحيحة للألبانى .
جاء في الحديث الشريف بأن هذا الشهر جاء بين رجب ورمضان وتغفل الناس عنه، كيف ذلك؟
تلك كانت إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم عن سؤال أسامة بن زيد رضي الله عنهما حين سأله عن سبب إكثاره صلى الله عليه وسلم من صيام شعبان.
إن موقع شهر شعبان بين شهرين عظيمين هما رجب الحرام ورمضان المعظم يجعله عرضة لأن يغفل الناس عن فضله وعن فضل العبادة والقربات فيه.
وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال محذرا: “ذلك شهر يغفل عنه الناس”. والغفلة فيه قد تنتج من جهة عن انصراف الناس إلى الإكثار من الطاعات في رجب الشهر الحرام الفرد، فيفترون في شعبان ويغفلون عن فضله، كما قد تحصل الغفلة عن شعبان من جهة ثانية بالتقليل من شأنه مقارنة مع ما هو معلوم من فضل شهر رمضان المعظم، فيغفلون عنه وهم يستعدون لاستقبال رمضان.
قال ابن رجب في بيان وجه الصيام في شعبان: وفيه معانٍ، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام، اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظنُّ أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام، وليس كذلك) .
وقال كذلك: وفي قوله:)“يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان” إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقاً، أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوِّتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم) .
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته ومن تبعهم بإحسان يستعدون في شعبان لشهر رمضان؟
أشرنا سابقا إلى اجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان وإفراده عن بقية الشهور -عدا رمضان- بكثرة الصيام، وعلى نهجه سار الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين؛ فقد كانوا يستعدون لشعبان كما يستعدون لرمضان. وكانوا يهتمون بشهر شعبان اهتماما خاصا لما عرفوا من نفحاته وأسراره، فاجتهدوا في صيام أيامه، وانكبوا على قراءة القرآن ومدارسته، وسارعوا إلى إخراج الصدقات، وتنافسوا في فعل الخيرات، فكأني بهم يتهيؤون لاستقبال رمضان بقلوب مفعمة بالإيمان وألسن رطبة بذكر الله تعالى وجوارح مذعنة لشرع الله مقبلة على طاعته سبحانه.
كان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء). قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم.
وأفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن والرواتب). وكان عمرو بن قيس الملائي رحمه الله يقول: طوبى لمن أصلح نفسه قبل رمضان).
بعد شهر شعبان يظلنا شهر رمضان، كيف يمكن أن يكون شعبان محطة مفيدة ومهيئة لاستثمار شهر رمضان على أفضل وجه؟
شهر شعبان هو المقدمة لرمضان؛ فهو تدريب وتأهيل، ندرب فيه النفس على الإقبال على الله تعالى وعلى الاجتهاد في الخيرات والمبادرة للطاعات… حتى إذا أهل رمضان كنا على أتم استعداد لصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا.
شهر شعبان مرحلة تمهيدية تأهيلية لاستقبال شهر رمضان.
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى: وقد قيل في صوم شعبان معنى آخر، وهو أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.
ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك النفوس على طاعة الرحمن) لطائف المعارف .
***********************
س / هل لو ذهبت لشيخ ليفسر حلمى عيب أو حرمة فى ذلك ؟
ج / فإن مما أثبته القرآن والسنة الصحيحة أن الرؤيا معتبرة وتأويلها يعلمه الله من يشاء من عباده ..
وتتفاوت في الصحة وصدق الوقوع على حسب صدق قائلها وكذبه فكلما كان الإنان صادقة صدقت رؤياه ووافقت الواقع
فمن القرآن قول الله تعالى (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [يوسف : 43]
ورؤيا الأنبياء حق ووحي من الله توجب تنفيذها قال تعالى (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات : 102]
وقال صلى الله عليه وسلم في رؤيا المؤمن ( وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فِي آخِرِ الزَّمَانِ لا تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا أَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا”. وراه الطبراني في المعجم الكبير وأصله في صحيح مسلم
وقد بين صلى الله عليه وسلم أقسام الرؤيا وما يجب فعله عن كل قسم ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ )
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا ، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا ، وَلاَ يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ.) صحيح البخاري ـ حسب ترقيم فتح الباري – (9 / 39)
فمن خلال هذه الأحاديث والنصوص يتبين أمور :
1- أن الرؤيا منه الصادقة ومنها الكاذبة وأنه كلما كان الشخص أصدق كانت رؤياه أصدق .
2-أن منها ما يحزن فهذا من الشيطان والواجب أن يستعيذ منها ولا يحدث بها أحد.
3-أن منها ما يفرح ويسر فيحدث بها من يحب فقط .
4- أن تأويل الرؤى علم يمنحه الله من يشاء .
5- أن الرؤيا أما مبشرة أو منذرة ومحذرة من أمر .
6- أن الرؤيا منها ما هو على بابه ووجه ليس فيه رموز ومنها ما فيه رموز يحتاج إلى فكها صاحب علم يقان ما فيها بالواقع .
7-أن التأويل منه ما يصيب فيه ومنه ما يخطأ …
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين .
**********************
س / هل يوجد جماع في الجنة مثل الذي في الدنيا ،
أرجو التوضيح ؟
ج / الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقول بأن نكاح أهل الجنة يكون بالنظر لا بالجماع المعروف المعهود هو قول غير صحيح، ومن القول على الله بغير علم، فظاهر الأدلة على خلافه، قال ابن عباس وغيره في تفسير قول الله تعالى: إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ {يس:55}، أي: في افتضاض الأبكار.
وقد قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في كتابه حادي الأرواح: الباب الخامس والخمسون في ذكر نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم بذلك أكمل لذة, ونزاهة ذلك عن المذي والمني والضعف, وأنه لا يوجب غسلًا.
قد تقدم حديث أبي هريرة قيل: يا رسول الله: أنفضي إلى نسائنا في الجنة؟ فقال: إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء. وأن إسناده صحيح, وتقدم حديث أبي موسى المتفق علي صحته: أن للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلًا له فيها أهلون يطوف عليهم. وحديث أنس: يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من النساء. وصححه الترمذي. انتهى.
وقد جاء في حديث حسنه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة أن الجماع يكون بذَكَر, ونصه: عن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سئل: هل يمس أهل الجنة أزواجهم؟ قال: نعم، قال: بذكر لا يمل، وفرج لا يحفى، وشهوة لا تنقطع. قال البوصيري: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، والبزار بسند واحد، مداره على الأفريقي وهو ضعيف, وله شاهد من حديث أبي أمامة، رواه ابن ماجه بإسناد حسن. انتهى.
***************
س / للرجال في الجنة الحور العين ….فماذا للنساء ؟؟
ج / عند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للزوجين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق.
ويتبقى: أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات ) ولم يرد مثل هذا للنساء.. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟
والجواب
1- أن الله: لا يُسئل عما يَفعل وهم يُسئلون [الأنبياء:23]، ولكن لا حرج أن نستفيد حكمة هذا العمل من النصوص الشرعية وأصول الاسلام فأقول:
1- أن من طبيعة النساء الحياء – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله – عز وجل – لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه.
2 – أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقوله : { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } [أخرجه البخاري] أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى أومن ينشأ في الحلية [الزخرف:18].
3- قال الشيخ ابن عثيمين: إنما ذكر – أي الله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم.
** المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي…
1- إما أن تموت قبل أن تتزوج.
2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر.
3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله.
4- إما أن تموت بعد زواجها.
5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.
6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.
** هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة..
1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله : { ما في الجنة أعزب } [أخرجه مسلم]، قال الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج.
2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.
3- ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة.
قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم.
4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه.
5- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة.
6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا لقوله : { المرأة لآخر أزواجها } [سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني]. ولقول حذيفة لامرأته: ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ).
مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة.. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟
والجواب كما قال الشيخ ابن عثيمين: ‘إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا منه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاة ببقرة مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت لك بدل الله كفر هذا الرجل بإيمان وكما في قوله تعالى: ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات [إبراهيم:48]، والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنها انشقت’.
فائدة أخرى ….
ورد في الحديث الصحيح قوله للنساء: { إني رأيتكن أكثر أهل النار…} وفي حديث آخر قال : { إن أقل ساكني الجنة النساء } [أخرجه البخاري ومسلم]، وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا ( زوجتان ) أي من نساء الدنيا. فاختلف العلماء – لأجل هذا – في التوفيق بين الأحاديث السابقة: أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟
فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: ( النساء أكثر ولد آدم ).
وقال بعضهم: بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة. وأنهن – أيضا – أكثر أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة.
وقال آخرون: بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار – أي المسلمات –قال القرطبي تعليقاً على قوله : { رأيتكن أكثر أهل النار } : ( يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لا إله إلا الله فالنساء في الجنة أكثر ).
الحاصل: أن تحرص المرأة أن لا تكون من أهل النار
فائدة أخرى …
إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله : { إن الجنة لايدخلها عجوز…. إن الله تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا }.
فائدة أخرى …
ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله.
فائدة أخرى …
قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنة.
وبعد: فهذه الجنة قد تزينت لَكُنَّ معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عند مليك مقتدر فالله الله أن تُضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله : { إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت
سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله و الله أكبر
هذا وبالله التوفيق وإلى لقاء أخر إن شاء الله .
وفىختام اللقاء نشكر فضيله الشيخ محمد شرف
على وعد بلقاء قادم يوم الجمعه من كل اسبوع
شكرا لكل متابعى اسال تجب

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك