الجمعة - الموافق 26 أبريل 2024م

* اتبعوا ولا تبتدعوا * بقلم – أحمد العش

Spread the love

كثيراً ما أجد الأمة المعاصرة تهيم على غير هدى ، وتتخبط عشواء فى الفهاهة والغى ، بعد إذ غرتها الأمانى ، منذ أدبرت لا ترقب عطايا ووصايا النبى ،
لقد ابتدعت الأمة فى مناح كثيرة ، وتخلت عن الإتباع فى أكثر المناحى ، فيما يستعصى على الحصر هنا وهناك ، ولله در رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا ( من سن فى الإسلام سنة حسنة وعمل بها، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سن فى الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً )
وقد هالتنى فى سنن الإبتداع الأعمى ، ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ ما يربو من أربعة عشر قرناً نهياً وتأكيداً ،،، وعلى سبيل المثال لا الحصر !!!
تُحيى أكثر البيوتات المسلمة بين ظهرانينا ، سنة سيئة ضالة ، تتمثل فى عشوائية إختيار أسماء أبنائها ذكوراً واناثاً على نحو سواء ، بما ليس له محل من الإعراب شرعة ومنهاجا ،،،
لقد وقع كثير من الناس فى أخطاء تسمية الأبناء ظناً منهم أنهم يحسنون صنعاً ، ولعمرى أنهم احتملوا اثماًْ عظيماً ، ما بين أسماء مصبوبة فى العقل الغربى ، وأخرى مقتبسة من التراث الفارسى الوثنى ، وثالثة لا يجيزها الشرع الإسلامى ، لقيامها على تزكية الأنفس ، والقاعدة هنا صريحة ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) النجم ٣٢
لقد حث الإسلام الحنيف على انتقاء الأسماء ، من هذه القاعدة الأصيلة ( أحسنوا أسماء أبناءكم فإن العبد ينادى يوم القيامة باسمه واسم أبيه )
لقد رسخ النبى صلى الله عليه وسلم فى صدارة الإسلام المثلى ، أسمى القواعد وأنصعها فى الأخذ بأطيب الأسماء والانزواء عن قبيحها ، وكانت بادرة السبق فى أسباطه الثلاثة الحسن والحسين والمحسن رضى الله عنهم وعن أبويهم ، ففى مسند أحمد بإسناد صحيح ، والطبرانى ، والهيثمى ، والبزار ، والمستدرك ، وصححه ابن حبان من حديث هانىء بن هانىء عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال ( لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال أرونى ابنى ما سميتموه ؟ قال قلت سميته حرباً ، قال صلى الله عليه وسلم بل هو الحسن ، فلما ولدت الحسين جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرونى ابنى ما سميتموه ؟ قال قلت سميته حرباً ، فقال صلى الله عليه وسلم بل هو الحسين ، ثم لما ولدت الثالث جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرونى ابنى ما سميتموه ؟ قال قلت سميته حرباً ، قال بل هو المٌحَسن ، ثم قال بأبى وأمى وروحى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما سميتهم باسم ولد هارون عليه السلام شَبَرٍ وشَبِيرٍ ومُشَبرٍ ) وأما شبر وشبير ومشبر فهى أسماء عبرانية ، ويرادفها بالعربية الحسن والحسين والمحسن ، وكان أول من تسمى بها من العرب مطلقاً الحسن والحسين والمحسن وهم بنو على وفاطمة عليهم جميعاً رضوان ربى ،،،
لقد تكررت البصمة النبوية الباهرة فى بلورة الأسماء على أجمل نحو إقراراً أو تعديلاً ، فهذا عبدالله بن عبدالله بن أبى بن سلول كان اسمه حُباب ، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم إن حباباً اسم شيطان ، ولكن اسمك عبدالله ، وتلك هى عاصية ابنة عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، فيسميها جميلة ، وفى صحيح مسلم عن زينب بنت أم سلمة أنها كانت تدعى بره ، فقال صلى الله عليه وسلم ( لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم ، فقالوا بم نسميها ؟ قال سموها زينب ) وأخرى كانت تسمى أبرار فقال صلى الله عليه وسلم الله أعلم بالأبرار منكم ، أطلق هذا على مؤمن وتقوى ومحيى الدين وشمس الدين وغيرها ، ويلوح فى أفقى أن ابن تيمية رحمه الله كان يكره أن يناديه الناس بتقى الدين ، على الرغم من أن ذلك كان اسمه الأصلى ، وكذلك النووى وغيرهما ،،،
ومن عظيم ما وصى به الرحمة المهداة والنعمة المسداة صلى الله عليه وسلم قوله ( شر الأسماء حرب ومرة ، وخيرها عبدالله وعبدالرحمن ، وأصدقها الحارث وهمام ) ومما أراه خطأ جسيماً نابعاً من قصور معرفى ، ما يعتقده الكثير بأن تسمية أبناءهم ببعض الأسماء إنما اقتداء بأسماء النبى ، كما فى حالة طه ويس ، والحق أن هذين الأسمين ليسا من أسماء النبى مطلقاً ، بل هما من ضمن الحروف الأربعة عشر المقطعة فى أوائل بعض السور مثل آلم وآلر وآلمر وحم وغيرها ، ولا هو كذلك محمود ولا مصطفى لأنها صفات ، وقد وضح صلى الله عليه وسلم أسمائه الخمسة بجلاء من حديث جابر بن مطعم رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لى خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحى الذى يمحو الله بى الكفر ، وأنا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمى ، وأنا العاقب الذى ليس بعده نبى )
سموا أبنائكم بما يرضى ربكم ونبيكم ، وتبينوا وتثبتوا فلا تلحقكم لعناتهم –

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك