الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

أكتوبريات ؛ المشير طنطاوي – الوتد . بطل معركة المزرعة الصينية ودرع مصر ضد التوريث والربيع العبرى

 

عرض وتقديم/ عمرو عبدالرحمن
المشير / محمد حسين طنطاوي – ” الوتد ” – بطل موقعة “المزرعة الصينية” في إطار معارك حرب أكتوبر التي غيرت مناهج الحروب في أكاديميات العالم ومثلت ثورة حربية عالمية كانت سببا في هروب العدو الصهيوني الآري الخزر إلي تغيير استراتيجيات الحرب من “المواجهة المباشرة” إلي تكتيكات الحروب القذرة بضرب الأمم من الداخل وبأيدي أبنائها وعناصر خائنة أمثال جماعات الاخوان الخوارج ومنظمات العمالة مثل 6 أبريل – وريثة حركة كاخ العبري .. وهي الحرب المستمرة حتي الآن ، امتدادا لمعارك أكتوبر التي في حقيقتها لم تتوقف رحاها حتي الآن وإلي أن تضع الحرب أوزارها : إما نحن . وإما هم #نصر_الله_مصر.
لولاه لغرقت مصر في وحل التوريث الذي كان يجري التدبير له ليلا ونهارا بأيدي من باعوا شرف الوطن وتخاذلوا عن واجبهم تجاه شعبنا.
قلده الرئيس / عبدالفتاح السيسي – القائد الأعلي للقوات المسلحة المصرية – تكريما مستحقا عندما أعلن قبل أعوام قلائل، أن رجال الجيش المصرى ظلوا 20 عامًا يتقاضون نصف رواتبهم لتحقيق قدرة اقتصادية تساعد الجيش، موضحا وكاشفا للمرة الأولى أن المشير طنطاوى هو صاحب هذه الفكرة.
المشير طنطاوى بطل عسكرى من طراز خاص، خاض أربع حروب دخلتها مصر ضد العدو الاسرائيلي ، فكان أحد أبطال حرب 56، وشارك فى حرب النكسة سنة 1967، وبعدها فى حرب الاستنزاف، ومن أقواله ان حرب الاستنزاف كانت فترة زاهرة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث كان الجيش يقاتل ويستعد ويعيد بناء القوات فى نفس الوقت, فقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس، كما منحت الشعب الثقة فى الجيش.
كان أحد أبطال حرب اكتوبر 1973المجيدة، حيث كان قائدا للكتيبة 16 مشاة، التى حققت بطولات كبيرة خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء، فقد دخل المشير طنطاوى فى مواجهة مباشرة مع القوات الاسرائيلية وتحديدا مع أرييل شارون أثناء حرب اكتوبر73، ففى يوم12 اكتوبر تم دفع احدى الوحدات التى كان يقودها طنطاوى لتأمين الجانب الأيمن للفرقة لمسافة 3 كيلومترات, كانت الفرقة قد تم اخراجها منها, وتمكنت الوحدة بقيادة طنطاوى من الاستيلاء على نقطة حصينة على الطرف الشمالى الشرقى من البحيرات المرة, وكان جنود هذه النقطة من الاسرائيليين قد اضطروا للهرب منها تحت جنح الظلام, وفى مساء يوم15 اكتوبر كان المقدم طنطاوى وقتها قائدا للكتيبة 16 مشاة التى احبطت عملية “الغزالة المطورة” الاسرائيلية, حيث تصدت بالمقاومة العنيفة لمجموعة شارون ضمن فرقتى مشاة ومدرعات مصريتين فى الضفة الشرقية, حدث هذا فى منطقة مزرعة الجلاء المعروفة باسم “المزرعة الصينية” حيث كبدت الكتيبة بقيادة العميد طنطاوى الاسرائيليين خسائر فادحة.
تجلى ذكاء وتخطيط طنطاوى عندما هاجمته مدرعات العدو.. عندها لم يكشف الرجل أوراقه، وقرر التحلى بالصبر، وكتم أنفاسه حتى آخر لحظة وحبس نيران مدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على الطبيعة، وفى اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته.. انطلق رجال كتيبته على مدرعات ومجنزرات العدو، فجعلوها أثراً بعد عين، وقد فشل هجوم العدو فى الوصول للقناة، وأخذ يبحث عن مكان آخر بعيداً عن رجال الفرقة 16 مشاة التى كان يقودها العميد عبدرب النبى حافظ والكتيبة 16 مشاة التى كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى.
لم تقف بطولات المشير طنطاوى عند حدود خوض المعارك وحمل السلاح فى وجه أعداء الخارج فقط، وانما استطاع الرجل أن يحمي سفينة الوطن من الغرق فى الفترة التى واكبت أحداث 25 يناير، بعد تنحى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، وبموجب البيان الخامس الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أصبح المشير”محمد حسين طنطاوى” الحاكم الفعلى لمصر وممثلاً للجمهورية فى الداخل والخارج.
وفور تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوى مسئولية السلطة فى البلاد، استطاع فى وقت قصير الحفاظ على هيبة ومكانة القوات المسلحة المصرية فى العالم، وكان الضامن الأمين للتطور الديمقراطى فى مصر، لم لا وهو الرجل الذى يتمتع بثقة كبيرة فى الداخل والخارج؟!، وألقى عليه أعباء عهد جديد على مصر والمنطقة، وقد نجح فى كل الاختبارات التى تعرض لها بنجاح منقطع النظير، ورغم كل محاولات الاستفزاز التى تعرض لها الرجل وتعرضت لها القوات المسلحة فى تلك الفترة الدقيقة الا أنه كان بمثابة حائط الصد و”القميص الواقى” الذى يتلقى الضربات عن الشعب.

• تفاصيل موقعة المزرعة الصينية ضد العدو الاسرائيلى

“لقد فاجأنا الجنود المصريون بشجاعتهم وإصرارهم، لقد تربى أبناء جيلى على قصص خرافية عن الجندى المصرى الذى ما أن يرى دبابة تنقض عليه، حتى يخلع حذاءه ويبدأ فى الهرب بعيدًا وهذا ما لم يحدث، فلم تنخلع قلوب المصريين أمام الدبابات، كانوا يلتفون قى نصف دوائر حول دباباتنا، ويوجهون صواريخ آر بى جى فى إصرار منقطع النظير ليس لدى تفسير لهذا الموقف سوى أنهم كانوا سكارى بالنصر، وفى مثل هذه الحالة ليس للدبابة أى فرصة فى المعركة”.. بهذه الكلمات وصف الجنرال موشيه عفرى، أحد القادة الإسرائيلين فى حرب أكتوبر، بشاعة وقوة معركة المزرعة الصينية، إحدى أكبر وأهم المعارك التى خاضها المصريين خلال حرب أكتوبر ضد العدو الإسرائيليى والتى كانت أكبر معركة دبابات فى حرب 1973.
ويروى اللواء متقاعد محمد زكى الألفى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، لـ”اليوم السابع”، تفاصيل المعركة، بصفتة أحد القادة المشاركين بها.
ويقول الألفى، فى البداية: “تخرجت فى الكلية الحربية يناير 1970 وانضممت للفرقة 16 بالجيش الثانى الميدانى، التى اقتحمت قناة السويس من الطريق الأوسط شمال وجنوبا حتى البحيرات المرة الكبرى، والتى خاضت أهم وأخطر المعارك خلال الحرب، وشاركت فى حرب أكتوبر برتبة ملازم أول، وقائد سرية، فى الكتيبة 18 التابعة للواء 16 مشاه التابع للفرقة 16، والتى كانت على الجانب الأيمن للجيش الثانى الميدانى وللفرقة وللواء، خلال خطة الحرب، وكان يطلق على هذا النطاق بالكامل الدفرسوار شرق، أو قرية الجلاء المصرية، أو معركة المزرعة الصينية، وهى مزرعة تجريبية أنشئت فى الخمسينيات، وعمل بها بعض الخبراء اليابانيون وكانت لهم كتابات يابانية على بعض الأماكن بها وظن الإسرائيليون أنها كتابة صينية ومن هنا أطلق عليها “المزرعة الصينية”.
وتابع “الألفى” أن منطقة المزرعة الصينية، كان لها أهمية استراتيجية كبيرة جدًا، وهو ما كان يتضح جليا من خلال زيارات القادة وعلى رأسهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حتى جمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى أيضًا مثل “راوية عطية”، وتنبع أهميتها من منطلق أنه فى حالة تمكن العدو من الاقتحام منه والانتقال لغرب القناة، سيكون على مسافة 100 كيلو من القاهرة، كما أنه سيكون فى نقطة مفصلية مهمة جدا ما بين الجيشين الميدانيين الثانى والثالث، وسيكون لحظتها فى مؤخرة الجيشين، وبالتالى سيكون هناك أثر سلبى على معنويات الجيش، كما أنه حال احتلال العدو للمنطقة كان سيكون كارت ضغط على مصر فى حالة وقف إطلاق النار، ومن هنا كانت القيادة تولى أهمية قصوى للمزرعة الصينية.
ويضيف أن العدو كان يدرك أهمية هذه المنطقة وخطورتها، لذلك كان يدرب جنوده على احتلالها، وهو ما اتضح لرجال القوات المسلحة المصرية وقتها.
وعن التخطيط لعملية حرب أكتوبر بشكل عام وتأمين المزرعة الصينية خاصة، يشير الألفى إلى أن الجيش الثانى الميدانى تحت قيادة اللواء سعد مأمون، خصص نسق ثانى قوى جدًا متمثل فى فرقة مدرعة كاملة تتمركز فى الغرب للتصدى لأى محاولة للوصول لهذا المكان.
القوات التى عبرت فى الموجات الأولى هى قوات من المشاة مدعمة بأسلحة مضادة للدبابات، مثل مدافع عديمة الارتداد، وبداية المعركة كانت هناك مصاعب مثل النقاط الحصينة تغطى المواجهة بالنيران والمدفعية والمواد الحارقة، ورفع الساتر الترابى على حد القناة بارتفاع 20 مترًا، وتم التغلب على هذه الصعوبات وتم عمل “مصاطب ترابية: فى الغرب بمسافة 500 متر من الحد الأمامى وترتفع أعلى من الساتر الترابى للعدو ووضعنا عليها أسلحة ذات مدى طويل ومقذوفات موجهة مضادة للدبابات وذلك لتأمين عبور القوات للقناة، لكن مع بداية عبور القوات الجوية زادت الروح المعنوية للقوات وروح الهجوم والمبادرة، وبالفعل تمكنا من اقتحام وعبور القناة، وظلت المعارك دائرة ونجاحات القوات وتقدمها”.
فى هذا التوقيت كان لدى العدو مجموعة استطلاع، حوالى 7 دبابات، وصلت إلى نقطة تل سلام على بعد 5 كيلو جنوب الدفرسوار، ولم يجدوا بها أحد من قواتنا، فأبلغوا القيادات وكان قائد الفرقة وقتها “آريل شارون” وفرقة أخرى قائدها “آدان”، وبدأو ينفذوا عملية الاقتحام من هذا المكان، فى يوم 15 أكتوبر، فيما أطلق عليه معركة المزرعة الصينية، والتى استمرت حوالى 3 أيام، لحفظ ماء الوجه وإنقاذ الروح المعنوية المنهارة.
وبدأ العدو يهاجم وحدات اللواء 16، بما فيها الكتائب:”16 التى كانت تحت قيادة المشير حسين طنطاوى، والذى كان برتبة مقدم وقتها وقاتل قتال عظيم، والكتيبة 18 بقيادة المقدم أحمد إسماعيل عطية والكتيبة 17″، والتى تصدت لهم بكل قوة، وفشل فى تحقيق أى تقدم، ثم استدعت قوات العدو لواء مظلات كان متواجدا فى رأس سدر، لكن تحرك بريًا ليلاً، بمركبات نصف جنزير.
وتابع: “كان لدى فى السرية جندى اسمه مرعى، وشاويش اسمه الغرباوى تمكنوا من تدمير مدرعتين ودبابة للعدو فى أول يوم للمعركة وأسروا 7 جنود”.. وتابع قائلاً:”فى هذه المعركة أسرت بسريتى فقط 17 إسرائيليًا، وسلمتهم لقائد الكتيبة”.
واستطرد: “الجانب الأيمن للكتيبة كان يبعد عن قناة السويس والنقاط الحصينة حوالى كيلو ونصف، والنقط الحصينة كان بها قوة من الكتيبة 17 والتى اقتحمها الرائد تابعى شطا والنقيب عجمية من رجال المدرعات”.
وبدأ العدو حينما تأكد من قلة قواتنا فى الغرب، فى العبور يعبر بوحدات مظلات بالبرمائيات، من تل سلام إلى مطار الدفرسوار.
فى أعمال قتالية فردية دارت خلال المعركة، ويرجع الفضل فيها لاختيار الموقع الدفاعى الذى كانت تستند عليه الكتيبة 18، حيث اختار قائد الكتيبة المقدم أحمد إسماعيل، موقع دفاعى يستند على ترعة جافة داخل المزرعة، فحينما كنا نقف على الجانب الغربى للترعة تعتبر خنقدق مضاد للدبابات فكنا نصطاد دبابات العدو داخل هذه الترعة، حيث يعتقد العدو أنه بإمكانه أن ينزل إلى الترعة الجافة، ويخرج من ناحيتنا لكنه كان يجد صعوبة ويسير بعرض الترعة وهنا نصطاد الدبابة.
ووصل القتال فى هذه المعركة أن الجنود كانوا يقاتلون يدًا بيد، بالقنابل اليديوية والمضادة للدبابات، فقد دفع العدو بأرتال ضخمة جدا من الدبابات للعبور للغرب، لكن أبلت قواتنا بلاء أكثر من رائع، ومن ضمن أبطال المعركة الملازم محمد الخضرى الذى حاصر النقط الحصينة للعدو لمدة 3 أيام واستشهد خلال الهجوم على هذه النقطة.

مصادر:الأهرام.اليوم السابع

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك