يارا المصري
في ظل التوترات التي تسود عملية المُصالحة، فإن حركة فتح تريد أن تلصق أسباب فشل المفاوضات في حركة حماس، فقد اتهمت فتح حركة حماس بأنها تستخدم أذرعها الاعلامية في التضليل وتوجيه الانتقادات الدائمة للسلطة وللحركة الفتحاوية، خاصة صحيفة الأخبار اللبنانية التي تعتمد على تمويل ايراني، والجميع يعرف أن حماس على علاقة وطيدة بإيران.
لكن الحركة حماس نفت عبر متحدثها مزاعم السلطة الفلسطينية بأن الحركة استخدمت موقع الأخبار لنشر الدعاية والتقارير المزيفة. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم للصحفيين في غزة إنه بينما كانت علاقة حماس بإدارة الصحيفة اللبنانية قوية ، فإنه لا يعلم بأي نشاط متعمد ضد السلطة الفلسطينية عبر “الأخبار”.
كانت قد نشرت الصحيفة مؤخرا عددا من التقارير والمقالات ضد سياسات السلطة الفلسطينية. في غضون ذلك ، يُعتقد أن مصر نصحت حماس بتقليل المادة الصحفية التي تصدر ضد السلطة الفلسطينية ، لأنها يمكن أن تقوض محادثات المصالحة الجارية.
من جهة آخرى فحماس ترى أن فتح هي التي أدت إلى سبب الفشل، ذلك لأنها لم تبدي المرونة الكافية في المفاوضات ولم تستمع إلى وجهة النظر الحمساوية، وبذلك نشير إلى أن هناك وجهة نظر جديدة عند حماس تقول بضرورة إجراء الانتخابات بالتزامن وليس بالتوالي أو التتابع بعدما كانت أعلنت موافقتها على إجراء الانتخابات على التوالي خلال 6 أشهر.
وفي 3 سبتمبر/أيلول الماضي، عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بين رام الله وبيروت، تلا ذلك لقاءات بين فتح وحماس انتهت بالاتفاق على إجراء الانتخابات، ولكن ذلك لم يترجم على الأرض نتيجة خلافات على التفاصيل.
في ذلك الصدد فقد صرح مسئول في حماس: “فإذا تأخرت ولم تتوفر شروط الانتخابات خلال فترة قريبة علينا ألا نتوقف عن جهود إنهاء الانقسام.”
وشدد على أن الانتخابات مدخل لإنهاء الانقسام لكنها ليست شرطا من أجل أن يمضي الفلسطينيون ببرنامج سياسي مشترك نخاطب به العالم في هذه المرحلة.
ويحمل محمود الزق، عضو المجلس المركزي الفلسطيني، حماس مسؤولية التعطيل الحال؛ لأنها لم ترسل ردها للرئيس محمود عباس وهي تحدثت عن اشتراطات نسفت بها ما اتفق عليه.
وقال الزق: إن الرد المطلوب من حماس هو الموافقة غير المشروطة على الانتخابات حتى يصدر الرئيس المرسوم بإجرائها.
وأضاف: “عليها إرسال الرد ثم يتم بحث كل تفاصيل الانتخابات”، محملا حماس مسؤولية فشل كل الاتفاقيات السابقة.
ورأى أنه قبل الذهاب لانتخابات لا بد من تشكيل حكومة وحدة ويكون لنا جهاز أمن واحد ونائب عام واحد حتى نتجنب وجود حكومتين في رام الله وغزة، معتبرا أن هذه الأمور إن لم تحسم تشكل عوائق أمام تجربة ديمقراطية حقيقية.
ويتخوف خالد منصور، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، بأن يشهد حراك المصالحة المزيد من الفتور بعد الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال منصور: “أعتقد أن الانتخابات تأجلت والمصالحة كذلك بعد مجيء بايدن، ونحن دعونا فتح وحماس إلى الرهان على شعبنا وليس تركيا أو قطر أو بايدن”.
واتهم جهات في الطرفين بأنهم لا يريدون للمصالحة أن تجري لأنهم مستفيدون من واقع الانقسام.
التعليقات