الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

أبناء البطة السوداء بقلم :- محمد زكي

Spread the love

بطة صغيرة سوداء رأت موكبا من الأوز الأبيض تتقدمهم أمهم الجميلة ويسير خلفها فراخها الثلجية الرائعة فأرادت مرافقتهم لكنهم زجروها وطردوها فكيف تجرؤ بطة سوداء علي مرافقة الاوز الأبيض !!  تذكرت القصة في خضم ثورة الميديا علي

محافظ الإسكندرية بسبب توابع الأحوال الجوية السيئة التي ضربت مصر الأحد الخامس والعشرون من أكتوبر 2015 مما أدي إلي وفاة ثلاثة مواطنين – بحسب المحافظ – إنها كارثة حقيقية فلم يتبقي إلا الأمطار لتحصد أرواح المصريين وكأن هناك مؤامرة علي حياتنا فأسباب الفناء تحاصرنا من كل صوب بدءا من حوادث الطرق مرورا بأمراض الكبد اللعينة انتهاءا بالوافد الجديد وهو الأمطار ويخيل إلينا أنها تأتي فجأة دون سابق إنذار وان السادة المحافظين لم يكونوا علي علم بان هناك موسم في السنة تتساقط فيه الأمطار وانه لزاما عليهم أن يعدوا العدة لاستقباله وقد هاج الناس وماجو وطالبوا الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية بإقالة هاني المسيري محافظ الإسكندرية ولان الناس في الأقاليم لم يعتادوا هذا الترف فقد تعجبوا وقال لي احدهم ضاحكا ” وماذا يفعل المحافظ هل يتخذ قرار بمنع سقوط المطر ؟! ” ولم أذهل من التعليق فمواطني أقاليم المحروسة يجوبون الشوارع التي تتحول في الشتاء إلي بحار من المياه المختلطة بالطين وأحيانا بالصرف الصحي واعتادوا الأمر بل انك عندما تضطر يوما ما لزيارة احدي القرى في فصل الشتاء سوف تشاهد ما لا يمكن أن يخطر ببالك ناهيك عن أنها تتحول إلي جذر منعزلة بلا كهرباء أو مواصلات والناس يغلقون أبوابهم من بعد صلاة المغرب والشوارع الطينية خاوية يستيقظ التلاميذ ويجاهدون للوصول إلي مدارسهم وقد تلطخت ملابسهم بالطين ليجدوا معظم المدرسين غائبين خاصة من يأتون من بلاد بعيدة وربما يجلس احد الفراشين أو المدرسين علي بوابة المدرسة ليأمر التلاميذ بالعودة إلي بيوتهم لا احد يتحدث من السادة الإعلاميين الجالسين في مكاتبهم المكيفة وشوارعهم التي تهرع إليها أجهزة الدولة المختصة لإزالة آثار الأمطار  كنا نسمع عن خطط خمسيه لتنمية الأقاليم و تشييد البنية التحتية فإذا بها تبخرت ولم يعد هناك ادني اهتمام بالمواطن البعيد عن القاهرة والإسكندرية إن الحدث في هاتين المدينتين يضخم وتسلط علية الأضواء ويصبح مادة تلوكها أفواه مقدمي برامج التوك شو ولا احد يذكر الأقاليم بكلمة واحدة حتى المراسلين يعتقدون أن تسليط الضوء علي متاعب مواطني الأقاليم يقلل من قيمة الخبر حتى مسئولي الجرائد يضجرون من أخبار المحافظات التي لا تتغير فالمشاكل متكررة مزمنة وكأنها بصمة واحده لجميع مراسلي قسم المحافظات يأتي في مقدمتها مشاكل المستشفيات فالمواطن يلجأ للمستشفيات الحكومية هربا من جشع أطباء العيادات الخاصة وهناك يعاني الأمرين فالفساد للركب في قطاع الصحة . المشكلة أن الناس تعودوا وتأقلموا مع الفساد المستشري بعيدا عن العاصمة والإسكندرية لقد أصبح سكان الإسكندرية يتضايقون من وفود أبناء الأقاليم إلي شواطئ الإسكندرية وهناك فيديوهات وتعليقات ساخرة علي شبكات التواصل الاجتماعي وكأن شواطئ الإسكندرية ملكا لأهاليها وان الآخرين – أبناء البطة السوداء – عليهم الاكتفاء بشواطئ جمصة ورأس البر وهي شواطئ غير آدمية مملؤة بشتي أنواع التلوث والمسئولون نيام لا يهتمون بشئ فما بالنا بشواطئ يعتبرونها نوع من الرفاهية وعندما يتحرك مسئول إلي مكان كارثة حلت بالمواطنين يمن عليهم بالحضور ويصيغها كخبر يرسل لأجهزة الإعلام أن سيادته انتقل إلي مكان الحدث وكأنها عطية للشعب المكلوم ، إن ما يكتب في مجال سوء الخدمات والفساد في المحليات ماهو إلا فضفضة لا يستجيب لها السادة المسئولين لأنهم يرون أن الأقاليم أبناء البطة السوداء

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك