الخميس - الموافق 18 أبريل 2024م

ولنا في «القرود» أسوة حسنة! بقلم :- أحمد فوزي سالم

Spread the love

في كتابه القرد العاري، يقول ديزموند موريس: “في عالمنا الغريب هذا يوجد 193 نوعا من القرود، وحده “القرد العاري” الذي يقضي نصف عمره باحثًا عن معاني يرتاح لها، تفسر له بعمق حقيقة تصرفاته وسلوكياته في عالمه الذي يحياه، وبعدما يصل للحقائق الصادمة يقضي نصف عمره الآخر، محاولًا نسيان هذه المعاني المفزعة.. لماذا؟؛ لأنه يعتبر نفسه العاقل الوحيد في جبلاية القرود!”.

بعمق قرد عريان.. عليك استخلاص التجربة لتحيا بشعار – سلامتك يا دماغي – ففي جبلاية البشر، لن يسمحوا لك بأن تكون عاقلًا بينهم أو عليهم، ولن يسمحوا لك بالتمتع بترف اختيار النسيان.. ستنسى غصب عن أهلك.

لا حاجة للصدام أو حتى الحوار، ولا حاجة للكلام أصلا.. اكتفِ بالابتسامة ودعك من الجميع، فكل الاتجاهات أبواب مفتوحة على نفس الجبلاية، ربما تختلف ألوان وأرقام وأحجام البوابات ولكن تبقى النتيجة واحدة!

لا تعتبر نفسك أعقل الناس في تفسير واقع لا ولن يتغير، فلن يستخلص أكثرنا تعقلًا أكثر ما استخلصه “العريان” عن المعنى الحقيقي لجبلاية القرود، وحاول نسيانه بقية عمره.. فجبلاية البشر تطفح علينا كل يوم، ما يجعلنا ندخل ومن الباب الواسع لـ”السراي الصفرا”!

العقل هنا في جبلاية البشر، سُبة على جبين الواقع، فابتعد عنه واختر لنفسك صفات محببة لدى مجتمعنا وما أكثرها، المهم ألا ترتكب هذه الحماقة الطفيلية، وتتخيل نفسك أعقل من في الجبلاية التي تصبغ على العقل والعقلاء لعنة أسوأ من لعنة التفاحة المحرمة التي طردت آدم من الجنة!

ليس عارًا أن تتخذ من قرد عاري قدوة لك، وليس عيبًا أن تتغابى في واقع يعلو فوق قواك العقلية والنفسية.. ربما يكون هذا النموذج أفضل من تقتدي به في تركه الحبل على الغارب للجبلاية وروادها “العقلاء”.. وتفضيله النسيان حتى يُحصن عقله ونفسه من الهلاك ما تبقى من حياته.. فلا يتذكر إلا أيامه الخوالي التي لم يكن يفهم فيها شيئًا.. وليته ما فهم!

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك