الخميس - الموافق 25 أبريل 2024م

وتكفروا يوسف زيدان ليه.. ما تقتلوه أحسن! بقلم :- أحمد فوزي سالم

Spread the love

كم يحتاج العرب من الوقت لتصحيح أخطائهم تجاه تكفيرهم الواقع والعقل والعقلاء؟

سؤال يطرح نفسه عليك كل لحظة، عندما تجد ما يشبه الإجماع على زجر ورجم وتكفير يصل في مطاف الأمر للقتل – والأمثلة لدينا لا تحصى ولا تعد – لأي صاحب فكر يريد أن يتبنى قراءة مختلفة لواقع ينفجر بالمشكلات ويعج بالتفاصيل الهزلية التي لا تتفق مع عالم يقدم جديدًا كل ساعة من عمر الزمان!

يُصر العرب على التمسك بحالة من التقوقع والتبلد لا مثيل لها في العالم، فالرفض لأي جديد مُقدم على أي محاولة للبحث والتدبر، والإهدار المجاني للثروة العقلية فضيلة تتم تزكيتها في كل المجالات، حتى من داخل سراديب العلم والعلماء.

فعندنا من يصل لدرجة من العلم وكأنه جاء بها من وحي الغيب، لا بد له أن ينفرد بها لنفسه، ومن يصل لها غيره أو يزيد عنها، يصبح تحت مرمى نيرانه، فلا اتفاق ولا مساعدة، وكل جديد يرد عليه ولا يؤخذ منه أبدًا!

مؤخرًا فجر الدكتور يوسف زيدان، المفكر والأديب البارع، تفسيرات جديدة لحقيقة الصراع الممتد على الأرض المحتلة، ضاربًا أحجارا ثقيلة في بحار المياه الراكدة، على أمل إيجاد واقع أفضل يتعايش فيه أبناء الديانات الثلاثة، لتجنيب المنطقة كلها ويلات صراعات يتحكم في لهيب نيرانها القاصي والداني، حتى عادت لسيرتها الأولى.. بلدان متقطعة.. وحروب أهلية وجهل مستشرٍ.. وظلامية ليس لها مثيل!

وخرجت سريعا التحليلات والمؤامرات والتهم المعلبة المحفوظة عن ظهر قلب للإجهاز على الرجل، فمن مثقفين وأدباء، إلى أصوليين وأصحاب عمائم، ولا تعرف كيف اجتمع هؤلاء جميعًا ضد الرجل، مع أنهم لا يجمعهم إلا الشتات، والاتهامات المتبادلة هي الصلة الوحيدة بينهم!

ما يدهشك هو السعي الدءوب لتفزيع الرجل الذي يقاوم ويحارب بجانب آخرين في نفق مظلم، لتطوير مجتمع لا يتعلم، وجهل إعلامي لم يعد يعرف إلا حنجورية بلهاء، وسطحية تستشري يومًا بعد الآخر، ومواد وتقارير ساذجة تُقحم الشارع بل تحرضه على ما يطرحه زيدان ومن هم على دربه لآراء كانت تكفي الإعلام شهورًا من البحث خلفها بما يثري الرأي العام بقضايا حقيقية – بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف – بعيدًا عن التدني المخجل الذي وصل إليه!

وحتى أفوت الفرصة على المزايدين، أنا هنا لا أقدم اتفاقًا ولا أبارك ما طرحه الدكتور زيدان من آراء بشأن الأقصى والقدس والقضية الفلسطينية، فذلك مكانه دوائر البحث العلمي، وخير من يرد عليه العالمون بالتاريخ والخبراء فيه وهو على رأسهم بالطبع.

وأخيرًا.. ما أسهل أن تأكل من عرق الضمير، وليس هناك أبخس مجهودًا وقيمة من أن تتاجر بقضية لحصد شعبية ومكاسب زائفة، تعيش عليها كتعويض عن الفقر الفكري والإنساني، ولكن ما أصعب أن تتخطى الحواجز الشائكة التي تعرف عن ظهر قلب أنك قد تُهلك على أسوارها، في سبيل النهوض بالمجتمع من عثراته ورذائله.. وموبقات أعماله!

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك