الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

منسوب التسييس في انتخابات اليونسكو بقلم :- الدكتور عادل عامر

 وألقت صراعات بلدان منطقة الشرق الأوسط بظلالها على الانتخابات التي تجريها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” لاختيار منصب المدير العام الجديد، العربي أن السياسية اللاعب الأساسي في الانتخابات فضلا عن النفوذ

الاقتصادي. ما يقال عن إفريقيا يقال كذلك على أمريكا اللاتينية وآسيا. هذا ما يعني أن المنظومة العربية تعاني عزلة خطيرة في المحافل الدولية بسبب ضعف استثمارها في العلاقات العامة والدبلوماسية العامة مع المنظومات الأخرى، وبسبب ضعف العمل العربي المشترك ونظرا لغياب عمل منهجي استراتيجي للوصول إلى الآخر وكسب تأييده وصوته.

 هناك أزمة صورة عند العرب، ومع الأسف الشديد لا يوجد برنامج عمل أو استراتيجية لتصحيح هذه الصورة وبنائها وفق المعايير المنهجية والعلمية والدولية. كشفت ….. معركة اليونسكو أو (غزوة الصناديق اليونسكية ) عن خلل جسيم في ادارة المعركة وفي اختيار المرشح وفي علاقاتنا بأفريقيا عامة … ثم لماذا بعض الدول العربية لم تر أننا جديرون بالوظيفة ؟ كيف لا تصوت لنا 5 دول عربية ؟ كيف لم تصوت لنا سوي 5 دول أفريقية من أصل 17 صوتا أفريقيا ؟ بصراحة …لا مفر من مراجعة سياساتنا الخارجية وكفاءة القائمين عليها . كل انتخابات يونسكو وانتم بخير ….انتهي الدرس ولم تنته توابعه

أن هناك ابتزاز سياسي ومالي يمارس على مندوبي الدول الأعضاء لان كواليس اليونسكو أكدت من خلال العاملين، أن مرشح قطر التقى مع عدد كبير من مندوبي الدول الأعضاء بالمنظمة قبل التصويت ببضع دقائق، وكان هناك حديث بشكل علني عن دور الدوحة. أن قطر تستخدم استثماراتها «ورقة ضغط»،

وذلك لتحقيق مصالحها الخاصة، لاسيما بعد ما فعلته للحصول على أعلى نسبة تصويت في انتخابات منظمة اليونسكو. أن منسوب التسييس في هذه الانتخابات وصل إلى ذروة غير مسبوقة على خلفية الأزمة القطرية مع أربع دول عربية بينهم مصر حتى كادت أن تكون مسرحا لتصفية الحسابات بين أطراف عربية متنازعة التوافق بينهم مستحيل تماما في ظل المعطيات الحالية. المثقفون في منطق الاشياء يتميزون بأصواتهم العالية ..المقنعة. والزاخرة بالمعرفة..والموشاة بالاتزان والمضخمة بالقيم الشاهقة.

وأن منظمة اليونسكو سبق وأن  تعرضت لحملة شرسة من قبل إسرائيل يهود فرنسا لإصدارها قرارا تاريخيا يؤكد عدم وجود أي علاقة لليهود في القدس المحتلة، وأماكنها المقدسة، وغيّبت الأدلة التاريخية للادعاءات الإسرائيلية في هذا الشأن ودائما ما تمارس قطر دورا غير شريفا في سياساتها تجاه الدول التي تتعامل معها، رغم تدخلها في الشئون الداخلية في البلدان العربية ودعهما للإرهاب، الأمر الذى أدلى لدول الرباعي العربي مقاطعتها، فسعت لاستخدام طرقها الملتوية لمعركة “اليونسكو”وسعت بشتى الطرق للزج بمرشحها حمد الكواري الذي لا يسجل تاريخه نقطة في بحر مشيرة خطاب المرشحة المصرية، فلجأت لـ”المال الحرام” لتقديم الرشاوى، والتزوير، والاعتماد على تربيطاتها مع إسرائيل. ليست معركة اليونسكو فقط، من كشفت التربيطات القطرية الإسرائيل، ففي مايو الماضي، كشفت وثائق حديثة سربها ويكيليكس، أن حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أبلغ إسرائيل أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف وأن قناة “الجزيرة” ستلعب الدور المحوري لتنفيذ هذه الخطة.

يخطئ من يفصل بين السياسة والثقافة في المحافل الدولية ويخطئ من يتصور انتخابات ما نزيهة تمامًا حتي ولو كانت انتخابات اليونسكو فالمعارك الانتخابية هي المعارك الانتخابية وإن اختلفت المواقع. أن الأصوات التي حصلت عليها مصر في الجولة الأخيرة والحاسمة هي مدي ثقل مصر الدولي كما تُبين تراجعًا حادًا للدور المصري في أفريقيا والذى أعطي الفرصة لدول أخرى وصعود الدور الصهيوني على حسابه مما سيؤدي إلى إعادة النظر المصري تجاه إفريقيا. نجحت المنظمات اليهودية العالمية وإسرائيل في اكتساب قوة ونفوذ جديد لم يكن لها من قبل في المنطقة الإقليمية والدولية.

حيث أن مصر أثبتت قوة غير معهودة في أروقة المنظمة الدولية برغم الخسارة الأمر الذى يدعو الطرفين مصر ودول أفريقيا إلى إعادة النظر بشأن العلاقات الدولية بينهما بما يحقق التكامل والتضامن وقد يأخذ الجانب المصري إعادة إحياء الدور المصري في أفريقيا هدفًا أوليًا في سياستها الخارجية.

أن قطر تسعى لهذه المهمة بحثا عن دور لها في المنطقة ،  تعتقد حكومة قطر أن المال وحده يكفي لشراء التاريخ والجغرافيا، والثقافة والحضارة، ويكفي لوضعها في قمة القرار الدولي، وهي تنظر إلى انتخابات منصب المدير العام في منظمة دولية تُعنى بالثقافة، كوسيلة لتجميل صورتها وتبرئتها من التهم الثابتة عليها. ممارسات باتت مكشوفة في واقع عالمي جديد لم يعد يقبل مثل هذه الممارسات المشبوهة،

 ولن يقبل فوز مرشح بلا ثقافة ليقود منظمة ثقافية مثل اليونسكو.الدوحة تعلم أنها لن تفوز بالمنصب، لكنها تبذل الغالي والنفيس لتنال الرضا الإسرائيلي وتقدم نفسها كدولة تستطيع لعب أدوار كثيرة ضمن المشروعات الاستعمارية الجديدة التي تستهدف المنطقة العربية، وبالفعل نجحت في الجولات التصويتية الأولى في شراء عشرين صوتا ليكون المرشح القطري المتهم شخصيا بدعم الإرهاب وأحد أفراد عائلته مدرج على القوائم الأمريكية والدولية لصلته بتنظيم القاعدة، هو المرشح الذى يتصدر التصويت وفق السيناريو المحكم الذى أشرنا إليه، وحتى يضطر الأعضاء إلى اختيار المرشحة الفرنسية في الجولة النهائية.

لأن هذا التنافس ليس له أي شوائب أو تأثير على العمل المشترك لتحقيق مصالح الشعبين، واستمرار رعاية هذه العلاقة التي تتسم بالخصوصية، لذلك فإن مصر سوف تدعم فرنسا في المنافسة أمام المرشح القطري إن دول العالم تتعامل مع قطر على أنها دولة طبيعية لأن جميع التهم الموجهة إليها مجرد ادعاءات أن “دول الحصار لم تنجح في إقناع العالم بإرهاب الدوحة”. أن “الدوحة ربما تكون بديلا للولايات المتحدة في اليونسكو وتتحمل الأعباء المالية التي كانت تتحملها واشنطن”، أن “قطر تستخدم سلاح المال من أجل تحقيق أهدافها “لم يكن قرار انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من عضوية “اليونيسكو” كرمي لـ”إسرائيل” مفاجئاً. الصورة تبدو واضحة لأي متتبع لمواقف البيت الأبيض الداعمة لكيان العدو، والتي زادت حدتها، منذ تولي دونالد ترامب سدّة الرئاسة.

 اتخاذ الولايات المتحدة الأميركية قرارها بالانسحاب من المنظمة اعتبارًا من 31 القادم، بعد توقفها منذ سنوات عن تمويلها، واتهامها بمعاداة الصهيونية له الكثير من الدلالات. وبهذا الصدد، “واشنطن كانت متوقفة عن أي أنشطة في المنظمة منذ فترة طويلة؛ لذلك القرار كان متوقعاً”، أن “الرئيس الأميركي لديه موقف معاد من المنظمات الدولية بشكل عام، خصوصاً، إثر اعتراف المنظمة الأممية بالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، ما ولّد المشاكل بين الطرفين”. أنّ “الولايات المتحدة تهدف من وراء انسحابها الى إرغام منظمة “اليونسكو” لكي تنصاع الى أوامرها لأنها كانت الممول الأكبر لها”، مشيراً الى أن” الانسحاب قد يكون انتقاماً من الاجراءات التي تقوم بها المنظمة للحفاظ على التراث الفلسطيني وحضارته”.

 أن “هذا ما جعل مرشَّح قطر في انتخابات “اليونسكو بعد الوعود بتسديد ديون المنظمة”. إن قرار الخارجية الأميركية بانسحاب واشنطن من “اليونسكو” لم يكن الواقعة الأولى، ففي عام 1985 حدث اعتراض على سياسات مدير “اليونسكو” آنذاك، ومواقفه لأنه أفريقي. حسمت الفرنسية أزولاي، منصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، لصالحها، عقب فوزها في الجولة الأخيرة التي جرت اليوم الجمعة، على القطري حمد الكواري. وحصلت “أزولاي” على 30 صوتًا، مقابل 28 لـ”الكواري”، من إجمالي 58 صوتًا هي عدد أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة الأممية.

وكانت المنافسة قد انحسرت، بين المرشح القطري حمد الكواري، والمرشحة الفرنسية أودريه أزولاي، بعد أن تفوقت الأخيرة على المرشحة المصرية مشيرة خطاب، بالجولة التي جرت بينهما اليوم، لتطيح بها من السباق. وأعلنت اليونسكو، اليوم الجمعة، في بيان، حصول أزولاي على 35 صوتا، مقابل 25 لخطاب، في انتخابات الإعادة التي جرت بينهما اليوم، لتحديد المرشح الذي سينافس القطري الكواري بالجولة الخامسة والأخيرة التي ستعقد مساء اليوم بباريس.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك