الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

مرحباً .. بشهر العبادات والحسنات   بقلم : أمير شفيق حسانين

 

تمضي الأيام في هرولة عجيبة ، وكأننا كنا نودع رمضان الماضي ، منذ زمن قليل جداً.. ولكنه الزمن ، سُرعان ما تدور عجلة ساعاته وأيامه ولياليه ، كي فاجئتا الأيام الجميلة بحلول رمضان جديد .. وكلنا حامدون نعماء الرحمن الرحيم أن قد كتب لنا بأن

نكون من أهل الدنيا ، لنغتنم فرصة إيمانية جديدة للعبادة والاستغفار والتوبة من كل ذنب .. فيا مرحباً يا شهر الصيام .. شهر القيام .. كل كل مجتهدٍ هُمام .. شهر مصالحة ومصافحة الأنام ، لعل الله أن ينفي عنَا الذنوب ويذهب الآثام .. فياليت العام كله رمضان .

 ويا تُري هل سنكون من أهل الدنيا عندما يأتي رمضان القادم ؟!.. فكم من فقيد واري الثري ، وكم من عزيز إنضم بمعسكر الموتي ، ولم يُكتب له أن يحيا إلي رمضان هذا العام ، رحمة الله علي موتي ، اجتهدوا واغتنموا المنحة الرمضانية الربانية قبل رحليهم إلي الآخرة ، فنعم أجر العاملين .

كل عام تتشوق القلوب لاستقبال شهر الرحمة ، فنظل نعُد الأيام ونُحصي الليالي ، فتدمع العيون وتقشعر الأفئده عندما نرفع أيدينا ، داعين رب العباد أن يبلغنا الشهر المبارك ويتقبل صيامه ، ويكتبنا مع من أعتقهم من النيران .. دائما نحن في شوق ولهفة لهذا الشهر الفضيل الذي جعله الله فرصة هائلة للتوبة من مطاوعة الشياطين ووسوستهم التي تهلك العُصاه ، ومن رحمة الله بنا أن تلك الشياطين العاصية ، تُصفَد رغماً عنها في أول ليالي رمضان .

وكم تتسع رحمات خالقي ، وتُتاح فُرَصُ التائبين الطامعين في عَفو العَفُو الكريم ، وهو يمن علينا بذلك الشهر العظيم ، الذي تتكاثر فيه الحسنات ، ولا ينتهي خيره ، ثم لا تتكاسل فيه همم الصالحين ، بل تزداد فيه الطاعات ، تُؤدَي فيه الزكاة للفقراء والمساكين ، فتسعد قلوبهم ، وتفرح معهم قلوب من أدوا فريضة الزكاة .

فيك يا شهر الخيرات ، ليلة هي خير من ألف شهر كاملة ، يا عظيم حظ من يقومها ، إيماناً وإحتساباً ، فيُغفر له من تقدَم من ذنبه .. هنيئاً لكم أيها الصائمون .. أيها العاكفون في المساجد ، تركتم بيوتكم وأولادكم ومكثتم في بيوت الله ، رُكَع وسجود ، تقرأون القرآن وتتدبرونه ، ولعلكم في نسيان أو إنشغال من أمور الدنيا ، فالآخرة خير من الأولي ، المسلمون في منافسة ونشاط ديني ، كلهم يبتغون رضي بارئهم .. ورضي الله منتهي الغايات .

 مرحباً يا شهر الفرقان .. ياهبة الرحمن كفرصة لا يغتنمها إلا مسلم كيس فطن ، حريص علي دينه ، غير باكٍ علي دنياه ومتاعها ، ومن منَا يقدر أن يُحصي قدرك ومكانتك ، حللت أهلاً والفرحة تغمر قلوبنا ، أو من يدرك عظمة تلك الهبة الربانية .. دعوات وخشوع ودموع ، تُلازم أهل العبادات والخشية من الله والعارفين به ، تراقبهم في رباط وإجتهاد علي ألا تفوتهم ساعة من رمضان بلا حسنات ولا طاعات ، راجين أن يرزقهم الله  كل العون علي صيام وقيام رمضان ، هنيئاً مريئاً إذا أفطرتم وارتويتم بعد ظمأ ، أيها الصائمون ، نعم الصبر يا أولي العزم علي تكبد المشقات لنيل خير وثواب رمضان .. أما الكُسالي فهم لا يعرفون.. لا يعلمون ، وليتهم علي علم ومعرفة بعظيم أجر الصائم والمجتهد ، وهؤلاء النائمون أوقاتاً طويلة في نهار رمضان ، ويتكاسلوا علي صلاة الجماعة ، إنهم في كرب وخيبة .. هم في حاجة للنصح قبل ندم وحسرة يوم القيامة ، إنهم يلتمسون من يوقظهم من ضلالتهم كي يلحقوا بركاب أصحاب الهمم والإجتهاد في العبادات .. صوم وقرآن وقيام وزكاة وحسنات مضاعفة وإفطار شهي وتصفيد للشياطين وبركات وخيرات كثيرة .. لأمة النبي الكريم في شهر السلام وصلة الأرحام ، مبارك علينا جميعاً نعمة تبليغ شهر رمضان ، ما أعظمها من نعمة .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك