الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

عن الرئيس ومؤتمر استعادة حق الشعب.. أتحدث…‏ ‏بقلم: أ.د. هالة نوفل

‏ يرتبط ارتقاء المجتمعات العربية بحكام ومسئولين يسعون جهد إيمانهم للتمكين لأفراد مجتمعاتهم للوصول ‏بصورة مثالية للعيش بكرامة وإنسانية وترسيخ وإعلاء لقيم الحق والعدل والإنصاف والفضيلة حماية الحقوق, ومنع ‏للظلم والجور عليه , فكثيرا من الصدف ما تخلق فرصا

لتعديل المسارات ورسم الخطى على طريق الصحيح ، وكثيرا ‏من الظروف ما تقترح علاجا لتقويم التعديات ومواجهة التحديات واستعادة حق الشعب .‏ ‏ والحق للحق فالمرء دائما ما يحتاج لفكرين: فكر ينطق وفكر يفهم ويستوعب القدرة على إدارة الأزمات و كيفية ‏مواجهتها. فكر يؤمن بالعمل الجماعي وبالخبرات والمعارف والمهارات التى تفجر طاقات الشباب وتثق في قدراتهم ، ‏وفكر يعمل على تهيئة المناخ والفرص لإدماج الشباب في مجتمعاتهم والمشاركة في المسئولية وصنع القرار كما ‏يعمل على إدماج واستيعاب التكنولوجيا الحديثة في العمل الجاد المشترك الذي يسوده التعاون بين جميع الأطراف ‏لتشكيل واقعا منسجما ومندمجا ومحفزا للعمل وبالتالي شركاء فى المسئولية وفى صنع القرار. ‏ ‏ في إطار هذه الرؤية قام الرئيس “عبد الفتاح السيسي” بافتتاح مؤتمر استعادة حق الشعب لاستعراض جهود ‏المحافظات فى حملات إزالة التعديات على أراضى أملاك الدولة، وتقنين الأوضاع منها، والوقوف على آخر ‏المستجدات والموقف فيها ، تلك الظاهرة التي استشرت خلال العشرة أعوام الماضية وتمثل أحد أهم التحديات التي ‏واجهت الدولة المصرية، خاصة وأن الحفاظ على الأراضي الزراعية يمثل أحد دعائم الأمن القومي المصري، وأن ‏التعدي على الأراضي الصحراوية بشكل عشوائي يؤثر سلباً على المياه الجوفية ويقوض فرص إنشاء مجتمعات ‏عمرانية جديدة، والذي طال حوالي 168 مليون م2، وإجمالي ما تمت إزالته أو تقنينه من تعديات بلغ 118 مليون ‏م2 بنسبة تصل إلى 69 % من إجمالي مساحة التعديات، في حين طالت التعديات على الأراضي الزراعية نحو مليون ‏و930 ألف فدان، وإجمالي ما تمت إزالته أو تقنينه من تعديات نحو مليون و700 ألف فدان بنسبة تصل إلى 87 % ‏من الأراضي التي تم حصرها‎. ‎ ‏ وخلال المؤتمر استعرض الدكتور “أيمن عبد المنعم” محافظ سوهاج مجهودات المحافظة في إزالة التعديات ‏على الاراضى أملاك الدولة أمام رئيس الجمهورية حيث رصد سيادته 99,489 حالة تعدى بمساحة 23,179 فدان ‏أراضى زراعية و 12,5 مليون متر مربع أراضى بناء، كما أوضح المحافظ أن هناك 85,327 حالات الزراعات ‏المثمرة والاستثمارات الجادة ومباني آهلة بالسكان سوف يتم تقنين أوضاعها بالتعاون بين المحافظة وجهات الولاية ‏على تلك الاراضى وذلك مراعاة للبعد الانسانى والاجتماعي.‏ ‏ جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد بمسرح الجلاء بالقاهرة بحضور السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ‏والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والتنمية المحلية وعدد من الوزراء ‏والمحافظين وعدد من شباب محافظة سوهاج والمحافظات. ‏ ‏ كما توجه محافظ سوهاج الدكتور” عبد المنعم” بالشكر للقيادة السياسية والحكومة على هذا الزخم الذي تشهده ‏البلاد للتأكيد على هيبة الدولة وسيادة القانون, وكذلك توجه بالشكر أيضا للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة وهيئة ‏الرقابة الإدارية والوحدات المحلية بمحافظة سوهاج على الجهد المبذول والتنسيق التام خلال الفترة الماضية والمهلة ‏التى حددها سيادة الرئيس لاستعادة الأملاك والمساهمة الفاعلة في إنجاح خطة المحافظة لإزالة جميع التعديات على ‏الاراضى أملاك الدولة.‏ ‏ فتحية شكر وإعزاز تقدير نتوجه بها لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى هذا النموذج المثالي للقيادة الرشيدة ‏والنشيطة والقادرة على اتخاذ القرارات وتحمل الأعباء والمسئوليات والوفاء بالالتزامات نحو شعبه وذلك لعدة ‏أسباب:‏ ‏ أولها: القدرة والقوة في اتخاذ قرار عودة الاراضى المتعدى عليها من أملاك الدولة، هذا القرار الجريء الذي ‏انتظرناه طويلا ليرد الأمانات لأصحابها ويصون كرامة المصرى ويرسى ‏قواعد الحق والعدل والإنصاف لإعادة رسم ‏وجه مصر جديدة… مصر المستقبل للأجيال القادمة بأيادي أبنائها.‏ وثانيها : المحاولات الدءوبة واللا منتهية لدعم الاقتصاد المصري من اجل تحسين مناخ الأعمال والاستثمار ودعم ‏البنية الأساسية اللازمة لنمو القطاعات الإنتاجية المختلفة وتطوير الصناعات القائمة منها.‏ وثالثها: توظيف كل إمكانيات الدولة بكافة أجهزتها المعنية لاستعادة أملاك الدولة وتحقيق كل هذا الانجاز في وقت ‏قياسي ومهملة محددة لم تجاوز20 يوما عمل يحسب لكافة القيادات بالمحافظات والمحافظين. هذا الانجاز الذي ‏سيرفع من القيمة الإنتاجية والسعرية للاراضى أملاك الدولة المتعدى عليها لإعادة استثمارها وهيكلتها في ‏مشروعات كثيرة وفقا لرؤية استراتيجية قومية مستقبلية متعددة الأبعاد لتعظيم الناتج القومي ورفع القيمة النسبية ‏للاراضى في جميع المحافظات و صعيد مصر للأجيال القادمة.‏ رابعها: إشراك الشباب في المنظومة من خلال طرح وتبادل الرؤى وفتح الآفاق للحوار بين الشباب والمسئولين ‏بشفافية وموضوعية ووضع التصورات حول قضايا الإصلاح فى الدولة وأولوياتها وآلياتها التي تستثمر طاقات ‏الشباب، بصورة واقعية بهدف صياغة رؤية شاملة وتوصيات بين الدولة والشباب توافق تطلعاتهم وأفكارهم ‏ورؤياهم وتصل بنا في النهاية إلى إقامة دولة قوية متحضرة بسواعد شبابها‎.‎ خامسا : رسم إستراتيجية قومية متعددة الأبعاد تأخذ في اعتبارها ‏النظرة ‏الشاملة للأمور و سرعه انجاز المشروعات ‏وإعادة توزيع الثروات بشكل متكامل ومتوازن. ‏وفقا لما ‏تتطلبه هذه المرحلة الراهنة من انجازات وكفاءات وقدرات ‏وقرارات مناسبة تواءم بين ‏الإمكانيات ‏المتاحة وتطلعات المواطنين للعمل على تحقيق احتياجاتهم و الأهداف المرجوة ‏من ‏التنمية ووفقا لاحتياجات كل محافظة من المحافظات. ‏ سادسا: على سبيل المثال‏ الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج الذي أراد التغيير والتطوير الشامل لمحافظته كما ‏أراد الارتقاء والنهوض ‏بمعدلات التنمية للفرد والمجتمع فسابق ‏الزمان ليحقق انجازات تلامس وتتوافق مع ‏الاحتياجات الفعلية ‏للمواطنين وتكسب التأييد الشعبي لها انطلاقا من ‏تعبيرها عن مصالحهم وهمومهم المشتركة، كما ‏شارك كل فئات ‏المجتمع في النقلة النوعية لجذب الاستثمارات لسوهاج وصولا للنهضة الحقيقية ‏التي ينشدها للإقليم ‏والتي ‏تتحدى الإمكانات المتاحة وتتخطى حدود الزمان والمكان لوضع سوهاج جديدة على الخريطة ‏السياحية و ‏‏التنموية والاستثمارية للإقليم في زمن قياسي بأيدي أبنائها وظهريها الشعبي ومحافظها النشيط الذي يمثل محركا ‏ومحفزا لكافة جهود وأنشطة التنمية والفرص الواعدة للاستثمار في الإقليم برغم التحديات ومعضلات متعددة.‏ ‏ يجب أن نتوقف أحيانا لنسأل أنفسنا كثيرا: كيف وماذا نعمل للصالح العام وللأجيال القادمة؟ من أين تبدأ الحاجة في ‏التطبيق السليم للمعايير والأولويات والعمل الجاد المشترك؟ بماذا نؤمن ولمن ندين بالولاء ؟ كيف ولماذا يعيش ‏الشرفاء والمخلصين والأوفياء لأوطانهم ‏مهمومين و منغمسين ومنتمين لشعوبهم في كل ما يحتاجونه الوطن ‏ومتفانين في صنع مستقبل أفضل له ولأبنائه؟ إن حكمة التجارب تكمن في الصوت القوى الذي يصنع القرار دون ‏تردد، ذاك الصوت الذي تألم فتعلم، واستثمر الأحداث ليستنبط العبر والدروس المستفادة وصبر على مشــاق الحيــاة ‏بحكمـة تتصالح مـع ‏النفس والزمن، وبذل لكل غال ونفيس من أجل أن يحيا هذا الوطن كريما أبيا ‏مرفوع الرأس ، ولا ‏شك أن العملية ليست بتلك البساطة التي نتخيلها، ولا بتلك السهولة التي نتصورها، بل هي سلسلة متجانسة من ‏التجارب والحكمة والصبر التي يستخدم معه العقل ويتعلم منها القلب في مدرسة الحياة، مؤكداً أن مصر الحرة ‏الكريمة تستحق كل التضحية و الفداء فهى قلب الأمة النابض وطليعتها في ‏البناء والعطاء والتقدم والتنمية. ‏

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك