الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

عن البداية التي لا يعرفونها ! بقلم :- أحمد فوزي سالم

دون كلل .. تسير الكيانات المناهضة للنظام الحالي في طريقها نحو الحشد لفكرة الإضراب التي يدعون لها كبداية لسلسة من الفعاليات التصعيدية ردا ما يقولون أنه عصف بالحريات، وانتهاج ممارسات لا علاقة لها بأهداف ومبادئ ثورة 25 يناير !


وبالرغم من حالة الترقب والحذر وفوبيا التخوين التي باتت تمثل هاجساً يهاجم عقول العامة تجاه من يرفعون شعارات تعترض مسار حياتهم الطبيعية التي عادت إليهم بعد “أيام سودة” لم يتحمل فواتيرها غيرهم، إلا أن تاريخ هذه الكيانات يشير دائما أنهم لا يضعون صوب أعينهم مثل هذه الترهات، فقط ما يهمهم الفكرة التي تقفز لخيالهم وآلية تنفيذها، ولا يفرق معهم مدي ملاءمتها للمجتمع وحالة الإجماع عليها، وقدرتها على الانتشار والنجاح !
قبل كل شئ، لا يختلف مَن لديه عقل وضمير علي معظم الأهداف العامة التي تتبناها هذه الكيانات وإن كان أغلبنا يختلف دون شك علي طريقتهم التي يرغبون في تمرير مطالبهم من خلالها، فلا خلاف على أن هناك تناقص مزعج على مستوى الحريات باعتبارها المسار الوحيد الذي نحتاج إليه لتأسيس الدولة التي حلمنا بها. ولكن متلازمة العنف التي تلاحق خيال الإخوان وتصعيد الخلاف والرغبة الجامحة في استيراد النموذج العراقي والسوري كحل فاصل لحرق الأرض ومن عليها واستهداف المؤسسات وإشاعة الفوضي مثلما يدعو الله دائما ـ وجدي غنيم ـ فضلا عن حالة التشرذم بين غالبية القوي السياسية لا تترك لأحد خيارا آخر !
الغريب أن من يطلبون من الدولة بداية جديدة تحت شعار حركة تجَمدوا تحت رايتها .. هم أنفسهم في أحوج ما يكون لبداية مزلزلة بعد ما يقرب من خمس سنوات علي اندلاع الثورة الأم وكل ما حدث فيها والانتكاسات التي حلت بها بسبب رعونتهم وقناعاتهم التي لا تزال علي فرضياتها مُتمسكة بالتيه السياسي والثوري .. وكأن ما حدث من مآسي لم يكن كافياً فأرادوا ” تفنيش ” الجيم علي أرض خالية إلا من الدمار والخراب الذي ينتظر أي محاولة غير عاقلة لتغير السلطة .. إذا ما افترضنا أنهم بالفعل باستطاعتهم تنفيذ ذلك !
ويحتار العقل في كيفية قبول مثل هذه الدعوات من كيانات حتي هذه اللحظة تعادي بعضها البعض .. فحركة كفاية تُعادي 6أبريل وتراها امتداد للإخوان وترفض العمل معها .. والإخوان تبغض 6 أبريل والعكس .. والأحزاب والتيارات المدنية التقليدية تُخون حركة بداية وتتهمها بالعمالة للإخوان وترفض العمل على أرضيتها لأنها تعرف جيدا لمن سيؤول “مِعطف السلطة” في حالة إبعاد النظام الحالي .
فيما يري الإخوان أنفسهم أن ” بداية ” حركة مصنوعة داخل غرف المخابرات وهدفها إنتاج معارضة من الداخل لكي تملأ فراغ تيارات الإسلام السياسي أمام العالم .. وبالتالي فهى مشوهة ولا تستحق التوقف كثيراً عندها .. ولا أفهم بين كل هذه المتناقضات كيف سيستقيم لنا القبول بفكرة إقامة كيان سياسي يجمع بينهم .. وعلى أي أرض يلتقون !
نهاية .. البدايات الحقيقية لا تخطئها الأعين ومشروعيتها تنبع دائما من نبض الشارع .. لا من محاولات العودة للأضواء على جثة الوطن .. وأنا هنا لا أتدخل في النوايا ولا أزايد علي وطنية أحد .. ولكن دائما وأبدا الطريق للجحيم مفروش بالنوايا الحسنة . !

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك