الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

سلطنة عُمان تنشئ مركزاً للتدريب الإعلامي

مسقط، خاص: محمد زكى

إيماناً بالرسالة التي يؤديها الإعلام في المجتمع، وإدراكاً لأهمية دور الإعلام فى إعلام المواطنين بما يحدث، وتعزيز الوعى داخل المجتمع بعد أن بات للإعلام دور بالغ التأثير على توجهات الجماهير ونمط تفكيرهم، ومن أجل محتوى إعلامي واعي، واستباقاً لتحديات الإعلام في المرحلة المقبلة، أصدر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، مرسوماً يقضي بإنشاء مركز التدريب الإعلامي، والذي يأتي تجسيداً للاستراتيجية الإعلامية العُمانية، بما لها من أهمية كبيرة في إعداد أجيال من الإعلاميين ليكونوا مؤهلين لقيادة العمل الإعلامي في سلطنة عُمان.

ومن شأن هذا المركز الإعلامي، أن يحدث نقلة حيوية في قدرات مختلف الإعلاميين في كل المجالات الإعلامية، باعتباره مشروعاً لبناء العقلية العُمانية تجمع ما بين المواطنة والدين والعروبة في انسجام، في ظل تجاذبات المشهد الإعلامي العالمي وتعقيدات مفرداته الأدبية.

كان السلطان قابوس سباقاً في إدراك أهمية المحتوى الإعلامي الرصين والبناء وأهمية الكلمة الصادقة في بناء الأوطان، فقد أكد غير مرة أهمية “توفّر الكلمة الصادقة، والخبر الصحيح في صورة مشرقة، بحيث تنقل ما يدور على أرض عمان، بما يعكس الأعمال الجسام والآمال الكبار للشعب العماني”.

وقال في خطابه بمناسبة العيد الوطني العشرين 18 / 11 /1990، “في الوقت الذي تتزايد أهمية دور الإعلام في الحياة المعاصرة للمجتمعات والشعوب، فإنه لمن الضروري العمل على تطوير الإعلام العماني ليؤدي رسالته في تنمية قدرات المواطن وتوعيته بدوره الأساسي في بناء وطنه، وليساهم كذلك في توطيد علاقات الصداقة والتعاون مع الأسرة الدولية.”

ووفقاً للمحللين الإعلاميين، فإن إنشاء المركز بمرسوم سلطاني يتوج الاهتمام الذي توليه سلطنة عُمان لتأهيل إعلاميها وفق منظومة تدريب وتأهيل علمية انطلقت قبل عدة سنوات وأسهمت في تأهيل عدد من الصحفيين في العديد من المجالات داخل السلطنة وخارجها، وأتاحت المجال لهم للاطلاع على تجارب الدول الأخرى في العمل الإعلامي، وفتح آفاق واسعة لهم لتطوير قدراتهم من خلال الاحتكاك بتجارب متباينة بدول العالم.

إن إيجاد مركز إعلامي متخصص بتأهيل الإعلاميين يشكل أحد الآليات المتواصلة والمتجددة لتطوير الإعلام العُماني ورفده بالكفاءات التي تسهم في الارتقاء برسالته الإعلامية المتوازنة في التعاطي مع الأحداث والاتزان في الطرح والموضوعية في المعالجات الإخبارية للأحداث والحيادية والشفافية والتجرد عن الذات في الأداء الإعلامي، وفق خطاب إعلامي رصين يؤسس للبناء والتنمية.

الأهداف والاختصاصات

يهدف المركز إلى تحقيق عدة طموحات منها:

أولاً: تطوير كفاءة أداء الصحفيين والإعلاميين بمختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة، والعاملين في كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية.

ثانياً: تقديم الخدمات التدريبية للمؤسسات الصحفية والإعلاميّة في القطاع الخاص، وتأهيل الصحفيين والإعلاميين العاملين بها، إلى جانب العمل على الارتقاء بالمستوى العملي للدارسين في مؤسسات التعليم العالي في مجال الإعلام.

ثالثاً: توثيق أوجه التعاون وتبادل الخبرات التدريبية في مجال الإعلام مع الجهات النظيرة في الدول الأخرى.

وتكشف القراءة الأولية لاختصاصات المركز عن تناغم وتكامل حقيقي في توزيع الأدوار المنوطة بها كل مؤسسة من أجل إنجاح الرسالة والهدف الأسمى للمركز، ومن أجل تحقيق أهدافه في تنظيم الدورات والبرامج التدريبية النظرية والعملية في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، يكون ذلك بالتنسيق مع وزارة الإعلام، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وجامعة السلطان قابوس.

ومن بين مهام المركز إعداد الدراسات والبحوث لمواجهة التحديات التي تواجه العمل الإعلامي، وعقد ورش عمل وندوات ومؤتمرات ذات صلة باختصاصات المركز ودراسة الاحتياجات التدريبية في مجالات الإعلام لكافة المؤسسات الصحفية والإعلامية، والعمل على تنمية وتطوير مهارات العاملين بها، إضافة الى إصدار الكتيبات والنشرات التدريبية المتعلقة بمجالات عمل المركز، تمثيل السلطنة في المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والدولية المتعلقة بمجالات عمل المركز.

أسس تكفل النجاح

وحتى يؤدي المركز والذي يشرف عليه وزير الإعلام العُماني، رسالته ويحقق أهدافه وطموحاته،  قرر المرسوم عدة أسس وقواعد إدارية منضبطة تكفل له سبل تحقيق رسالته بنجاح ومنها: أولاً: أن يتمتع المركز بالشخصية الاعتبارية، والاستقلال المالي والإداري، وأن يكون مقره محافظة مسقط، ويجوز إنشاء فروع له في المحافظات.

ثانياً: حدد المرسوم مهام واختصاصات مجلس الإدارة بشكل واضح لا لبس فيه،  وهي أن يتولى إدارة المركز وتنظيم شؤونه مجلس إدارة برئاسة وزير الإعلام، ويصدر بتشكيله قرار من مجلس الوزراء، بناء على اقتراح الرئيس، ويجتمع المجلس بدعوة من الرئيس أو من يحل محله (4) مرات على الأقل في السنة، ويجوز دعوته للانعقاد كلما اقتضت الحاجة ذلك، ولا يكون الاجتماع صحيحا إلا بحضور أغلبية أعضائه، على أن يكون من بينهم الرئيس أو نائبه، وتصدر القرارات بأغلبية أصوات الحاضرين، وعند التساوي يرجح الجانب الذي منه رئيس الاجتماع.

ثالثاً: للمجلس أن يدعو لحضور اجتماعاته من يرى الاستعانة بهم من ذوي الخبرة والكفاءة، دون أن يكون لهم صوت معدود، على أن يعين المجلس في أول اجتماع له نائبا للرئيس من بين أعضائه، يحل محل الرئيس عند غيابه أو عند وجود مانع يحول دون ممارسة اختصاصاته.

رابعاً: للمجلس أن يشكل من بين أعضائه لجنة أو أكثر دائمة أو مؤقتة تباشر اختصاصات أو مهام محددة، وله أن يضم إلى تلك اللجان أعضاء من داخل المركز أو خارجه، يكون للمجلس كافة الصلاحيات، وإصدار القرارات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لممارسة المركز اختصاصاته، وتحقيق أهدافه.

خامساً: يختص مجلس إدارة المركز برسم السياسة العامة له، ومتابعة تنفيذها، واعتماد اللوائح المنظمة لأعمال المركز، واعتماد هيكله التنظيمي، والتقسيمات الإدارية الفرعية به، وتحديد اختصاصاتها، بعد التنسيق مع الجهات المختصة، واعتماد الميزانية السنوية للمركز، وحسابه الختامي، ورفعهما إلى وزارة المالية، الى جانب إقرار خطط وبرامج ومشروعات المركز، والموافقة على قبول المنح والهبات والمساعدات، وذلك وفقا للقواعد والأنظمة المطبقة في السلطنة والموافقة على الاتفاقيات والمعاهدات والمذكرات التي يعقدها المركز مع الدول الأخرى في مجال اختصاصاته.

سادساً: للمركز ميزانية سنوية مستقلة، وتعد أموال المركز أموالا عامة، وتتمتع بمزايا وحقوق الخزانة العامة وامتيازاتها على أموال المدينين، وللمركز حماية هذه الأموال بالطرق، ووفق الإجراءات المنصوص عليها في نظام تحصيل الضرائب والرسوم وغيرها من المبالغ المستحقة لوحدات الجهاز الإداري للدولة.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك