الخميس - الموافق 18 أبريل 2024م

ديمقراطية محمود طاهر.. والرئيس الدكر! بقلم :- أحمد فوزي سالم

Spread the love

هل نكره الديمقراطية؟.. سؤال بدر لذهني بعد مشاهدتي لمحمود طاهر رئيس النادي في أول لقاء تليفزيوني له بعد سلسلة المشاكل العاصفة للمارد الأحمر، وحالة الغضب الشديد التي انتابت الرأي العام الأهلاوي بعدما بدا للجمهور أن طاهر غير قادر على التحكم في دفة الأمور.. ربما بسبب حالة المثالية الشديدة التي يبدو عليها في إدارته لأزمات النادي العاصفة والتي لم يتعود على مواجهتها أو السماع بها.. “جمهور الأهلي”.

تعودنا أن يكون هناك الرجل الحديدي الذي يُحطم أي محاولة أو إيماءة لتمرد اللاعبين بإشارة منه.. تعودنا أن تنتهي كل المشكلات بقرار فوري وحاسم من رئيس النادي.. ولم نكن نفهم أو نريد أن نفهم أن هذا السلوك لو تم بهذه الطريقة فإنه تجسيد واقعي لما اخترعناه منذ عقود بعيدة وأسميناه ـ المستبد العادل ـ وصارت فكرة الرجل الهولاكو هي المحببة لقلب كل مشجع.. فرئيس النادي القوى يمثل بصورة أو بأخرى نموذجا لـ “الرئيس الدكر”.

كاتب هذه السطور من أوائل الناس التي لم تَصبر على طاهر، ربما كان لصمته الطويل وتوالي الأزمات وتعثر الفريق بطريقة تدعو للقلق هذا الأثر.. لكن أدهشتني محاولات الرجل لفرض واقع مختلف في إدارة أكبر ناد في مصر والشرق الأوسط مهما جنى عليه ذلك من مشكلات.

وربما يكون طاهر أول من حاول بمبادرة شخصية التخلص من شبح “المستبد العادل”.. التي تغتصب خيالنا على جميع المستويات، والمتمثلة منذ زمنٍ بعيد في النادي الأهلي بهذا الكائن الهلامي المسمى بـ “لجنة الكرة”.

ولجنة الكرة في جميع الأندية التي عملت بهذا النظام نقلا عن النادي الأهلي، كانت تعزل باقي المجلس عن أي دور فيما يخص كرة القدم.. وكأنها كانت تتصدر لوضع الخطة والتشكيل من الغرف المغلقة مثلا !.. وبالتالي لا بد من تخصصية شديدة حتى لا يختلط الحابل بالنابل.

ومع اعترافي أنها كانت ناجحة جدًا وكانت تؤتي بثمارها.. لكن ما ذنب الذي يريد إشراك الجميع في اتخاذ القرار مهما كان لذلك من تداعيات في بداية الأمر؟!

هل يستدعي ذلك المطالبة بتنحية محمود طاهر وما سمعناه من تحركات لبعض أعضاء المجالس السابقة لسحب الثقة من مجلسه.. فقط لأنه لا يريد الانفراد بالعلامة الكاملة.. واختار لنفسه أن يكون مجرد عضو داخل مجلس الإدارة يدير التصويت والنقاش.. ولا يحق له إلا إعلان القرار؟!

نعم التغيير خسرنا كثيرًا على جميع المستويات.. لكن ما فائدة أن تسعى للتغيير وتأتي بأشخاص ينفذون سياسات عفا عليها الزمن حتى لو كانت تضمن نجاحات واستقرار تعودنا عليه.. وماذا عن التجديد والتطور ومسايرة سنة الله في خلقه.. ألا يستحق شيئًا من المجازفة؟!

اختلف مع محمود طاهر كما شئت في الكثير من طريقة إدارته للنادي الأهلي وأنا معك.. لكن دعنا نمنحه الفرصة كاملة حتى يتخلص ونحن معه من أسطورة الرئيس الدكر.. فالديمقراطية الحقيقية وحدها تكفي!

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك