السبت - الموافق 20 أبريل 2024م

حتى لا يضيع الأزهر بقلم :- أحمد فوزي سالم

Spread the love

لماذا ينتظر الأزهر دائما نقطة فاصلة لا يمكن الرجوع بعدها!  يحدث ذلك دائما سواء في خلافه أو اتفاقه مع القضايا الكبرى، التي ينتظر منه المسلمون في شتى بقاع الأرض موقفًا مُبادرًا.. حازمًا.. شجاعًا.. موقفًا ينُصف الإسلام – الصالح لكل مكان وزمان – ويدافع عنه بقيم الحداثة التي نحياها، وبمعايير الزمن الذي نعيش فيه، وعلى رأسها دون ذرة شك.. قضايا تجديد الفكر الديني!

التردد والتشكك والتريث الرتيب غالبًا، عناوين ثابتة لأغلب مواقف الأزهر بكل أسف، ولنا في القضية الجدلية الكبرى – تجديد الخطاب الديني – التي اشترك في التعبير عن خطورة التخبط فيها غالبية المهتمين بالفكر والسياسة، بداية من رئيس الجمهورية، وحتى القامات الفكرية والأدبية.

الذين حذروا مرارًا من استمرار خطاب ديني وأفكار لا تليق بتحديات العصر، بل لا تقف على أي تماس بالرغبة العارمة – رسميًا وشعبيًا ونخبويًا – في الرد على جرائم الظلاميين الذين يتخذون من التراث ومواقف وفتاوى أعلامه القدامى، ستارًا ذهبيًا لإعادة إنتاج سيمفونيات العصور الوسطى، التي يجيدون العزف عليها بالذبح وسفك الدماء، تحت راية “إسلام” يرونه.. بعث بالسيف رحمة للعالمين!

وبعيدًا عن قضية إسلام بحيري – اتفقنا أو اختلفنا معه – التي أطلت علينا لنعرف حقيقة العقول التي تتصدر المؤسسات الدينية، فأكثر ما يثير الدهشة في أي حوار خلافي حول التاريخ الإسلامي، أن الأزهر يظل منتظرًا حتى تحدث الخلافات الصادمة.

ثم يخرج كباره ورموزه ليثبتوا للجميع أنهم خطأ، وتثبيت قاعدة ما أنزل الله بها من سلطان، أن الأزهريين وحدهم العالمون بأصول الدين، ووحدهم بالطبع من يحددون التوقيت المناسب لطرح القضايا الفكرية، وربما يختصون أيضًا بتجديد نظريات الطب والفلسفة والتاريخ والجيولوجيا والتكنولوجيا النووية!

في أي مسألة خلافية يطرحها أحد العلماء أو الباحثين، ستجد الأزهر ينتظر حتى يسخن الوعاء على النار، ثم يخرج أحد كبار العمائم ليؤكد أن جهدهم إما به علة أو أنهم يلتحفون بسندٍ ضعيف، أو أن الباحثين والمفكرين أصحاب غرض حاقد أو ناقم على الإسلام.. أو يعملون لحساب جهات خارجية!

وتسأل نفسك في دهشة، لماذا يا شيوخنا الأجلاء لا تقودون بأنفسكم نهضة علمية كبرى، وتبينون لنا الصالح من الطالح، وتفندون أمهات الكتب، وترشدونا نحو قائمة شاملة نسترشد بها، بل لماذا لا تكون هناك مكتبة إلكترونية مثلا للأزهر تيسر علينا وعليكم، وتضم كل الكتب التي اعتمدتمونها لتبين لنا صحيح الدين في كل المسائل الخلافية، بدلًا من الرد المُعلب الذي لا يشف قلوب قومٍ يريدون الرفعة والتجديد لهذا الدين العظيم، وهو أن مصادر المجتهدين دائما ضعيفة، أو تم حشوها من ناقمين على الأمة.. ويريدون إزالتها من الوجود!

حسنًا.. إن كان الأمر كذلك، لماذا إذن تتركونا نفسر التاريخ الإسلامي حسب قناعتنا وتوجهاتنا الفكرية، والتاريخ كتبه سنة وشيعة وعلمانيون ومستشرقون وغيرهم، والروايات التاريخية مختلف عليها حتى إن حديث “الغرانيق” الذي أثاره الدكتور يوسف زيدان، وفنده الدكتور علي جمعة، اختلف عليه ابن الدمشقي وابن حجر المصري، وهما من كبار أعلام الأمة.. وكان للألباني تفسير مختلف!

حتى لا يضيع الأزهر.. ارحموا عقولنا يا مشايخ، فإما أن تبينوا ما يُحصن الأمة ويفرز الصالح من الطالح، أو تصمتوا للأبد!

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك