الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

التنمية فى ظروف حرجة بقلم :- عصام ابوشادى

سيظل التاريخ المصرى دائما هو الحكيم والمرجع،كلما أردنا أن نرى الصورة أكثر وضوحا،والتاريخ المصرى دائما ما نقول عنه أنه مثل عقارب الساعة،ولكن مع إختلاف الأزمان والبشر،ولكن الكثير لا يتذكرون،أو يعرفون،أويتجاهلون،وذلك لكى يسيطرون على العقول. وكما يقول المثل،،التكرار يعلم الشطار،،تعالوا مرة أخرى نعيد عليكم جزء من التاريخ المصرى لنربط به الأحداث بين واقع اليوم،وواقع الأمس بداية من حقبة محمد على والى مصر،إلى عبد الفتاح السيسى رئيس مصر.

قبل تنصيب محمد على واليا لمصر،كانت هناك قوتين يسيطرون على الشعب المصرى،قوة المماليك،وقوة الأشراف التى يتزعمها السيد عمر مكرم وتأثيره على الشعب المصرى فى ذلك الوقت،ونتيجة صراع المماليك فيما بينهم على النفوذ والسيطرة والاضطهاد الذى يمارسونه على الشعب فى فرض الضرائب،كان لامفر من قيام ثورة عليهم،كان على أثرها أن قام السيد عمر مكرم بتنصيب محمد على وأجلسه على عرش مصر،وهى المرة الأولى التى يختار فيها الشعب بكامل إرادته من سيتولى حكمهم،متمثلة فى ثقتهم للسيد عمر مكرم نقيب الأشراف،والتى لم نراها بعد ذلك لأى نقيب جاء بعد ذلك.

فى ذلك الوقت كان هناك ثلاث يحبونها،أويحكمونها،محمد على فى الصورة،وعمر مكرم فى الظل والمماليك،مما شكل هذا عبئا على محمد على، للصورة التى رسمها لمصر، وهو الرجل المتقد حنكة وذكاء،والتى كانت سببا لجعل السيد عمر مكرم أن ينصب محمد على واليا على مصر. وكما نعرف جميعا الخطوات التى بدأها محمد فى رسم خريطة مصر لجعلها فى مصاف الأمم المتقدمه،ولكن عليه أن يتخلص من القوتين الذين سيعرقلون مسيرة التنمية التى سيبدأ فيها،فكانت التخلص من المماليك ونعرف قصة ،،مذبحة القلعة،،ثم جاء الدور على السيد عمر مكرم فنفاه لأنه كان الوالى الفعلى لمصر ولكن فى الظل،هنا توقفت عقارب الساعة،ولكن سرعان ماقام محمد على بتنفيذ خريطة مصر الحديثة،وعندما أحس المصريون بذلك على أرض الواقع وتاكدهم بحب محمد على لمصر،تناسوا نفى السيد عمر مكرم.

كان محمد على هو كل شيء ،هو التاجر،والصانع ،والمستورد، والمحتكر ،بمعنى هو كل شيء، فكانت مصر الحديثة التى نعرفها. وبعد نهاية حقبة المملكة وقيام الجمهورية،وظهور الاشتراكية على يد رئيسها جمال عبد الناصر والتى فيها الدولة هى من تملك كل شيء فى سبيل توفير المستلزمات الضرورية للشعب،فكانت هناك أيضا نهضة من نوع أخر ولكنها كانت على عصب دولة المملكه،السابقة وبما أن الغرب يكرهون أى تنمية أو تقدم لشعوبنا فكنا نحارب منهم بشتى الطرق. ثم ناتى لمرحلة الإنفتاح والتى قادها الرئيس انور السادات،والتى كان للقطاع الخاص دورا فى تلك الحقبة،فشارك القطاع الخاص القطاع الحكومى وكانت المنافسة بينهم،فظهرت طبقة رجال الاعمال.

التى استشرت فى المجتمع المصرى وزاد نفوذها فى عصر الرئيس حسنى مبارك،فكانت الطامة التى كسر فيها ظهرالشعب،وذلك عندما تولى عاطف عبيد وزارتها،فكانت بيع أملاك الدولة من مصانع ومنشآت،تحت شعار ،،الخصخصة،، والتى فرح بها العامل بمبلغ البيع واحالته للمعاش المبكر،وهو فى أوج عطاءه،وبعد انتهاء القرشين،جلس يولول ويبكى،وينادى بعوده ما باعته الدولة،وللحقيقة تلك المرحلة التى أدت لانهيار مصر،وخاصة أنها ساهمت فى أن يعتلى حكم مصر جماعة دولية إرهابية جاءوا بعد ثورة على ظلم وفساد مبارك ورجاله.

حتى جاءت ثورة 30يونيو والتى صححت المسار مرة أخرى،ولكن بعد انهيار مصر،لترجع مرة أخرى لحكم جنرال لم يدر بخلد اقرب المقربين،ان يكون هذا من سيحكم مصر،ولكن اراده الله،أوقعتنا فى ذلك الجنرال المحب لبلده والتى أنقذها من أتون لا يعلم مداه غير الله. فكانت النهضة فى ظروف حرجه للغاية،يدا تبنى ويدا تحمل السلاح،قادها وأشرف عليها الجيش،بعد أن أيقن أن الشعب يحتوى بداخله من الخونه والفاسدة الكثيرين،وبما أن الجيش هو ملك الدولة وجزءا منها،فكان عليه العبئ الأكبر فى تحمل مقدرات الدولة،واللحاق بقطار التنمية الذى تأخر كثيرا،فرأينا السيسى التاجر والصانع والمشترى والمحتكر،وكل هذا من أجل مصر،ونضحك كثيرا عندما نسمع أن الجيش يقوم بكل شيءوكأنه جيش من دولة أخرى،الجيش هو مؤسسة من مؤسسات الدولة،ولكنه جيش يعمل بشرف،فى زمن عز على بعض المصريين فيه الشرف،فإذا أردتوا فشمروا سواعدكم والحقوا بركب هذا الشرف،لأنه أسمى شيء أن تشاركوا فيه،، فى المصانع والمؤسسات،والمواقع لكى يأتى يوم تجلسوا فيه بين أحفادكم لتقصوا عليهم كيف عايشتوا تلك التنمية،والتى لن تعرفوا قيمتها الا بعد أن تنتهى.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك